قصة وسيرة

عائلات في مخيم بلاطة تواجه أوضاعًا صعبة… مخاوف من انهيار مقرّ حركة “فتح”

بين الركام والغبار تظهر آثار الدمار في الأزقّة بمخيم بلاطة للاجئين، حيث تقف منازل مهدّمة وجدران متصدّعة شاهدةً على الاجتياحات المتكرّرة التي شهدها المخيم خلال الأشهر الماضية.

يواجه عدد من العائلات أوضاعًا إنسانية صعبة بعد تدمير منازلهم كليًا أو جزئيًا، بما في ذلك قصف مقرّ حركة “فتح”، ما خلّف دمارًا واسعًا وأضرارًا هيكلية تهدّد حياة السكان، فيما يُشكّل خطر انهيار المقرّ، الآيل للسقوط في أي لحظة، تهديدًا حقيقيًا للمنازل المحيطة به.

من بين المنازل المهدّمة منزل عائلة أبو شلال، وهو عبارة عن بناية مكوّنة من ست شقق سكنية كانت تؤوي ست عائلات، إضافة إلى منزل عائلة أبو حمدان الذي كان يضم عائلتين قبل تدميره. وعشرات من المنازل الأخرى تضررت جزئيًا نتيجة التفجيرات، وأصبحت بحاجة إلى ترميم عاجل بسبب التصدعات والتكسير في الجدران والأسقف.

اللجنة الشعبية أعمال ترميم لأكثر من 150 منزلًا في المخيم ضمن منحة سابقة من الرئيس الفلسطيني، ودفعت إيجار سكن للعائلات المهدمة منازلها لمدة مؤقتة.

رئيس لجنة الخدمات أحمد شامخ يقول في حديثة لمنصة “من المخيم”: لم يتلقَّ أصحابُ المنازل المهدّمة أيّ مساعدات سوى دفعة واحدة قُدّمت عبر مكتب المحافظ، فيما كانت لجنة الخدمات تتحمّل جزءًا من النفقات لفترة محدودة. إلا أنّ توقف التمويل وغياب الميزانيات اللازمة حالا دون استمرار الصرف أو تنفيذ أعمال إعادة التأهيل.

وأوضح أن اللجنة رفعت كتابًا رسميًا بهذا الشأن خلال زيارة رئيس الوزراء الأخيرة للمحافظة، مؤكداً في الوقت نفسه أنّها تعمل حاليًا على تنفيذ مشروع جديد يشمل إعادة تأهيل 55 منزلًا، بتمويل من صندوق الأقصى وبإشراف البنك الإسلامي في جدة، وبمتابعة من وزارة الحكم المحلي.

معاناة العائلات ما تزال مستمرة، إذ ما تزال تعيش في منازل مستأجرة وسط مخاوف من طردها بسبب عدم قدرتها على دفع الإيجار.

والدة الشهيد عبد الله أبو شلال تقول: “ما حدا بيساعدنا بالدفع، إذا قدرنا ندبّر بندفع، وإذا ما قدرنا ما بندفع… ما عنا أي مصدر دخل، المصدر الوحيد راتب ابني الشهيد عبد الله، اللي كان يتقاضى 3,500 شيكل، وبعد استشهاده 1,400 شيكل فقط.

الحاجة باتت ملحّة لوضع خطة عاجلة لإعادة إعمار المساكن المهدمة وتأمين بدائل آمنة للعائلات المتضررة، إلى جانب ضرورة توفير دعم مالي مستدام لتغطية نفقات الإيجار حتى استقرار أوضاعهم، في وقت تتواصل فيه التحديات الأمنية والإنسانية في المخيم.

YouTube player

Exit mobile version