افتتحت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، بالتعاون مع اللجان الشعبية لخدمات مخيمي عقبة جبر وعين السلطان، رزمة مشاريع المنحة اليابانية ممولة من الحكومة اليابانية من خلال الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، بحضور محافظ محافظة أريحا والأغوار د. حسين حمايل.
وشملت المشاريع التي تم افتتاحها في مخيم عقبة جبر، المركز النسوي ومرافق ملعب نادي الشباب، بالإضافة إلى تأهيل الطرق الرئيسية التي تربط أحياء المخيم لتسهيل تنقّل الأهالي. وفي مخيم عين السلطان، تم إنجاز مشروع الطرق الداخلية، بينما يتواصل العمل على استكمال المركز النسوي لتعزيز دور المرأة، ومشروع الحديقة التي ستشكّل متنفساً حيوياً لأبناء المخيم
بدوره أكد رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عقبة جبر، جمال عمر، أن هذه المشاريع جاءت لتلبي احتياجات ملحّة طال انتظارها، مثمنًا دور الحكومة اليابانية ووكالة جايكا في دعم اللاجئين.
من جانبه، أشار وكيل دائرة شؤون اللاجئين، أنور حمام، في كلمته الى أن هذه المشاريع تمثل ثمرة شراكة استراتيجية متينة بين فلسطين واليابان، مشددًا على أن هذا التعاون يعكس الإيمان المشترك بأهمية دعم اللاجئين الفلسطينيين وتحسين واقعهم المعيشي وخصوصا داخل مخيمات اللجوء. كما وأكد حمام على الاهتمام الكبير لسيادة الرئيس محمود عباس “أبو مازن” وتعليماته المباشرة والواضحة بوضع المخيمات في صلب الأولويات والتدخلات التي تقوم بها دائرة شؤون اللاجئين والحكومة الفلسطينية، والاشراف المباشر لرئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور احمد أبو هولي، الذي يتابع بصورة حثيثة انجاز تدخلات واسعة داخل المخيمات وفي أوساط اللاجئين .
وأضاف أن تنفيذ مثل هذه المشاريع يأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المخيمات الفلسطينية واستهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) ومحاولات تقليص خدماتها، الأمر الذي يجعل من هذه الجهود المشتركة وسيلة أساسية لتعزيز صمود اللاجئين وتثبيتهم في أرضهم. وأشار إلى أن منتديات تحسين المخيمات هي من اهم المخرجات الهامة التي انبثقت عن المشروع، وهي تساهم في تعزيز المشاركة المجتمعية وتطوير قدرات المؤسسات المحلية داخل المخيمات، بما يضمن الوصول لخطط تراعي أولويات مجتمع اللاجئين داخل المخيمات وكذلك استدامة هذه المشاريع وتعظيم أثرها على حياة السكان.
وختم بالتأكيد على أن دائرة شؤون اللاجئين ماضية في استكمال عملية التخطيط في جميع المخيمات الفلسطينية، بهدف صياغة خطط واضحة وشاملة تلبي الاحتياجات الفعلية للاجئين، وتشكّل خارطة طريق نحو تحسين أوضاعهم المعيشية وتعزيز صمودهم، بشراكة حقيقية مع الاونروا واللجان الشعبية وكل مؤسسات المخيمات.
واوضح، محافظ أريحا والأغوار، د. حسين حمايل، أن هذه المشاريع تأتي في إطار الجهود الدولية الداعمة لصمود أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات، وتهدف إلى تحسين الظروف المعيشية والخدمات الأساسية للاجئين. ونقل حمايل تحيات رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مؤكداً حرصه على تقديم أفضل الخدمات في المخيمات، ومشيداً بالدور الياباني الداعم للحقوق الفلسطينية، وخاصة ما يتعلق بتعزيز صمود اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات.
وثمّن رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عين السلطان، السيد يوسف مناصرة، الجهود المبذولة، قائلاً: “إن مشروع تأهيل الطرق الداخلية لم يكن مجرد تحسين للبنية التحتية، بل هو شريان حياة جديد يسهل حركة أهالي المخيم ويعزز التواصل بينهم. نرى في هذه المشاريع، والعمل الجاري على المركز النسوي والحديقة، استثماراً مباشراً في مستقبل أجيالنا وصمودنا على هذه الأرض”.
ومن جانبه، قال رئيس قسم التعاون الاقتصادي والتنموي بمكتب الممثلية اليابانية، السيد يوسوكي تابوتشي يشرفني أن أكون بينكم اليوم في أريحا للمشاركة في حفل افتتاح منحة مشروع “برنامج تحسين مخيمات اللاجئين” في مخيمي عقبة جبر وعين السلطان. وأشكر دائرة شؤون اللاجئين وكل شركائنا الفلسطينيين على جهودهم في إنجاح هذا المشروع، وأعرب عن تضامني مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية في مواجهة المعاناة والاعتداءات المستمرة.
وأضاف تابوتشي تلتزم اليابان بدعم الشعب الفلسطيني في مسعاه نحو السلام والتنمية. ونفتخر بالشراكة مع دائرة شؤون اللاجئين واللجان الشعبية في تحسين ظروف المعيشة في المخيمات، واستكمال مشاريع عدة شملت مراكز نسوية، ملاعب محلية، وتأهيل الطرق، بما يعزز المشاركة المجتمعية وجودة الحياة. ونؤكد استمرار دعمنا للحكومة والشعب الفلسطيني وتعزيز التعاون والصداقة بين الشعبين الفلسطيني والياباني.
من جهته، أكد الممثل الرئيسي لمكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) في فلسطين، السيد ميتسوتاكا هوشي، أن المشاريع الجديدة التي تم افتتاحها في مخيمي عقبة جبر وعين السلطان، هي “رموز للأمل والصمود والروح الجماعية”. وأوضح السيد هوشي أن هذه المشاريع تأتي ضمن المرحلة الثانية من “مشروع تحسين مخيمات اللاجئين” (بالمسيب)، الذي تنفذه “جايكا” بالشراكة مع دائرة شؤون اللاجئين، ويمتد حتى عام 2025. وأشاد بالدور الفعال لسكان المخيمات في تحديد أولوياتهم عبر “منتدى تحسين المخيمات”، مؤكداً أن هذه المشاريع تعكس احتياجات المجتمع وتطلعاته الأكثر إلحاحاً، وتهدف إلى تحسين الظروف المعيشية وتعزيز الروابط المجتمعية.
واختتم الحفل بجولة ميدانية للمشاركين في المشاريع المنفذة، حيث اطلعوا على تفاصيلها وأهميتها للأهالي، وسط أجواء من الترحيب والتقدير من سكان المخيمين.