اخبار وتقارير

يوم عودتنا حملة لإحياء ذكرى النكبة وترسيخ حق العودة

الكاتبة: ولاء أبو بكر – من المخيم-

حق العودة ربما أنه يوم أخذ من التاريخ نصيبه وحفر ذكريات وآلام كل من هجروا من أراضيهم، إنه يوم لا ينسى بذاكرة الكثير من اللاجئين الذي خطوا ذكرياتهم في سجلات التاريخ ليسترجعوها في الخامس عشر من شهر ابريل \ نيسان كل عام.
في يوم العودة يسترجع كل لاجئ ذاكرته، يحن للمنزل الذي عشق جدرانه، وللأرض التي نقشها بيديه وأعطته الكثير من خيرها، اللاجئ نضال الكعبة (52 عاماً)، يروي تفاصيل غربة أجداده عن مدينتهم الأصل يافا عروس البحر، يقول ” دائما كنت أذهب لجدي وجدتي ليحدثوني عن تفاصيل ما جرى في عام 1948، أرى الدموع في عيونهم عندما يتحدثون فهم يستذكرون تفاصيل المكان وكأنها حاضرة، يتحدثون بكل شوق عن زراعة البيارات بكل ما تشتهيه الأنفس، وعن رائحة يافا العالقة في أنفاسهم، والبرتقال وصوت البحر، كنت أظن أنهم يريدون المال والجاه، لكن هم أحلامهم بسيطة فقط عودة لأرضهم ومنزلهم العتيق”.
يكمل الكعبة حديثه ” دائما أسعى لأحدث أبنائي عما قاله لي أجدادي، عن يافا مدينتنا الأصل وأعلق قلبهم بها وبحقهم بالعودة إليها مهما طال الزمان، فاليوم في عصر الانترنت لا يوجد شيء صعب عليهم بمكانهم البحث ومعرفة الكثير عن يوم العودة وأحقيتهم به”.
” أن الآن أعمل بالداخل المحتل وتحديدا في مدينة يافا، أسرح بخيالي وأحدث نفسي بغضب لو أن أجدادنا جلسوا في الكهوف المتناثرة بين الجبال ولم يخرجوا من هذه المدينة الجميلة، إنها عروس البحر كيف لنا ان ننسى رائحتها التي تفوح في كل مكان”، هكذا ختم الكعبة حديثه.
هناك الكثير من المؤسسات في وطني لم تنسى قضية اللاجئين يوما ما، فكان مركز شاهد لحقوق المواطن والتنمية المجتمعية ومؤسسة قامات لتوثيق النضال الفلسطيني قد أطلقوا حملة إلكترونية عبر منصة من المخيم تحت عنوان ” يوم عودتنا” لإحياء ذكرى النكبة وترسيخ حق العودة.
وتهدف الحملة إلى ترسيخ حق العودة وإثراء المحتوى الرقمي حول القرى المهجرة، ورسالة اللاجئين الفلسطينيين التي تؤكد التمسك بحق العودة رغم مضي 72 عاماً على تهجيرهم من أراضيهم.
وقال منسق الحملة كايد ميعاري إن قضية اللاجئين تعتبر قضية إجماع فلسطيني تستند للحق التاريخي للاجئين الفلسطينيين بأرضهم، إضافةً إلى الحق القانوني التي تكفله مختلف قوانين ومواثيق حقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة.
وأوضح ميعاري أن الحملة ستعمل على إثراء المحتوى الرقمي في ذكرى تهجير أكثر من 400 ألف لاجئ فلسطيني عنوة من أرضه، وذلك من خلال رسائل مصورة لشخصيات وطنية وثقافية وفنية ومؤثرين شباب من مختلف أماكن تواجد الشعب الفلسطيني.

وفي ذات السياق يتحدث عضو المجلس الثوري لحركة فتح تيسير نصر الله عن يوم العودة، يقول ” إنه يجب ترسيخ مفهوم حق العودة لأطفالنا وشبابنا من خلال تثقيفهم من الآباء والأمهات والأجداد، وتعريفهم ببلدهم الأصلي والتأكيد على أن مكان سكناهم في مخيمات اللجوء هو مؤقت لحين عودتهم إلى بلدهم الأصلي داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وكذلك هناك دور كبير يقع على عاتق المؤسسات والمدارس التي يجب أن تركز كثيراً على مفهوم حق العودة وترسيخه لجميع الطلاب”.
ويكمل نصر الله حديثه ” لابد من أن يكون هناك تنظيم للمؤتمرات والندوات واللقاءات الخاصة بقضية اللاجئين الفلسطينيين ومشاركة الشباب فيها، واستخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في حملات التوعية، والتعارف بين هؤلاء الأطفال والشباب في مختلف مخيمات اللجوء.”
ويتحدث نصر الله عن قضية اللاجئين الفلسطينيين التي برأيه أنها لم تأخذ حقها خلال السنوات الماضية، يقول ” السبب يعود في ذلك لانشغال المجتمع الدولي بما يسمى ” بمحاربة الإرهاب” والانحياز السافر والغير مسبوق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للكيان الإسرائيلي، والذي تمثل في طرح صفقة القرن التي تتنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية”.
ويضيف نصر الله ” انشغال الدول العربية في الصراعات الداخلية، والحروب الأهلية، وكذلك حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني والصراع المحتدم على السلطة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، واستمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإجراءاتها التوسعية ومصادرة الأراضي” كل ذلك ساهم في إهمال قضية اللاجئين.

ويؤكد نصر الله أنه مطلوب منا جميعاً إعادة أحياء يوم العودة واعتبار قضية اللاجئين الفلسطينيين القضية الأم للشعب الفلسطيني وأنها جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وبدون حلها حلاًّ عادلاً فلا سلام ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط، وترسيخ مبدأ أن حق العودة لا يسقط بتقادم السنين وأنه حق فردي وجماعي راسخ”.

Exit mobile version