قصة وسيرة

“يلا على بلاطة” – حين يتحوّل المخيم إلى مسرح للإبداع والتجدد

رغم كل التحديات التي يعيشها اللاجئون في مخيم بلاطة، فإن تمسّكهم بقضيتهم وأحلامهم يظلّ الدافع الأكبر لمواصلة الحياة. وقد شكّلت الفعالية المجتمعية “يلا على بلاطة” لحظة فارقة في مسيرة المخيم؛ إذ لم تكن مجرّد فعالية، بل صرخة أمل أطلقها أبناء وبنات المخيم ليؤكدوا أن جذورهم ما زالت راسخة، وأن الحلم الفلسطيني لا يزال حيًّا في القلوب والساحات.

الفعالية، نظّمتها دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية بالشراكة مع اللجنة الشعبية ومؤسسات المخيم، وبدعم من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي “جايكا”، لم تكن مجرد مهرجان، بل تتويج حقيقي لمبادرات شبابية ومجتمعية نُفذت على مدى شهور ضمن مشروع “بال سيب 2” لتحسين المخيمات. حيث انطلقت الفعالية بمسير جماعي حاشد من باب المخيم إلى حديقة الفينيق، شارك فيه أهالي المخيم وممثلون عن مؤسسات من محافظة نابلس، وحظي بحضور رسمي وشعبي واسع. وتحوّلت الحديقة إلى مسرح مفتوح ضجّ بالألوان، والأصوات، والحكايات.بانوراما من الإبداع:العروض الفلكلورية والكشفية، بازار النساء، معرض الصور واللوحات، وركن الأطفال، كلها شكلت فسيفساءً نابضة تعكس روح التعدد والتمكين، بمشاركة نشطة من نادي الشباب الاجتماعي، مركز يافا، مركز تأهيل المعاقين، ومركز النشاط النسوي.

وكيل دائرة شؤون اللاجئين، أنور حمام، ، عبّر عن فخره بما تم إنجازه، مؤكدًا أن “المخيمات الفلسطينية ليست فقط شاهدة على النكبة، بل بيئة حيّة تنبض بالإبداع والإرادة”، ناقلًا تحيات د. أحمد أبو هولي، ومشدّدًا على أهمية حماية الأونروا كعنوان لقضية اللاجئين.

محافظ نابلس، غسان دغلس، اعتبر أن “يلا على بلاطة” جاءت تتويجًا لسلسلة مبادرات مجتمعية أثبتت أن المخيم قادر على الاحتفاء بعلمه وأبنائه، في حين أكد رئيس اللجنة الشعبية عماد زكي أن بلاطة ستبقى سدًا منيعًا أمام محاولات التهجير، داعيًا إلى استعادة الدور الوطني الريادي للمخيم.

بدورها، أوضحت دائرة شؤون اللاجئين أن هذه الفعالية هي تجسيد حيّ لنجاح نموذج العمل المجتمعي التشاركي، مؤكدة أن الشراكة مع “جايكا” تفتح آفاقًا جديدة لتحسين واقع اللاجئين، لا بالمساعدات فحسب، بل ببناء قدراتهم وتفجير طاقاتهم.ختامها أمل:”يلا على بلاطة” لم تكن مجرّد يوم احتفالي، بل لحظة مفصلية تعيد الاعتبار لصوت المخيم، وتقول بلغة الفن والعمل: نحن هنا.. وسنبقى هنا، على بلاطة.

أسدل الستار على فعالية “يلا على بلاطة”، لكن الرسالة باقية لا تغيب: في كل زاوية من المخيم، هناك حكاية صمود، وفي كل وجه شاب أو شابة، هناك حلم يرفض أن ينكسر. لم تكن الفعالية مجرد احتفاء، بل تجديدًا للعهد بأن شعبًا بهذه الإرادة لا يمكن أن يُنسى، وأن المخيم، رغم ضيق المكان، سيبقى واسعًا بأمل أبنائه، وبصوتهم العالي: نحن هنا، وسنظل، حتى تعود الحكاية إلى أصلها.

YouTube player

Exit mobile version