قصة وسيرة

من رحم المعاناة يولد الأمل… مخيم بلاطة يكرّم أبناءه العلماء

في مشهد يعكس الإصرار والتفوق رغم التحديات، ومن مخيم بلاطة للاجئين حيث المعاناة والإبداع، الحزن والفرح، الصعوبات والإرادة، وتحت شعار “سوف نبقى هنا كي يزول الألم”، كرّمت اللجنة الشعبية لخدمات المخيم في حفل تكريمي أبناء المخيم الحاصلين على شهادة الدكتوراه في مختلف التخصصات، وذلك وسط حضور رسمي وشعبي واسع، مجسّدًا الوجه المشرق للمخيم الذي لطالما كان رمزًا للصمود والتحدي.

غسان دغلس، محافظ نابلس أكد أن تكريم أكثر من 50 دكتورًا في مخيم بلاطة باسم مؤسسات المخيم، أن هذه رسالة واحدة للاحتلال وللعالم، أن الشعب الفلسطيني، سواء كان لاجئًا أو فلاحًا أو من المدينة، متمسك بأرضه وبرسالته التعليمية، وسيعمل على تعميق أسس الدولة الفلسطينية.”

التكريم يأتي تقديرًا للجهود التي بذلها أبناء المخيم في مسيرتهم الأكاديمية، حيث بلغ عدد الحاصلين على شهادة الدكتوراه في المخيم 50 شخصًا، من بينهم أربع إناث، في حين بلغ عدد الحاصلين على شهادة الماجستير 300 شخص، نصفهم من الإناث.

ويقول رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم عماد زكي في حديثه لمنصة من المخيم: “نُثبت للعالم أن هذا المخيم، مخيم الشهداء والأسرى. هو أيضًا مخيم العلماء الذين يدرسون ويحصلون على الشهادات العليا رغم الفقر والظروف الصعبة.”

من جانبه، قال د. محمد مرشود، أحد المكرّمين الحاصلين على شهادة الدكتوراه في علم النفس: “مررت بظروف صعبة، وضغوط مالية ونفسية واجتماعية. لم يكن الأمر سهلًا، ثلاث مراحل من البكالوريوس إلى الماجستير بدون فواصل زمنية.”

شعر المكرمون بفخر كبير خلال الحفل، حيث قُدمت لهم الدروع التقديرية لإنجازاتهم العلمية، مؤكدين التزامهم بخدمة مجتمعهم ونقل المعرفة للأجيال القادمة. ويؤكد الحفل أن العلم هو أحد أقوى الأسلحة التي يمتلكها أبناء المخيم لمواجهة التحديات، وأن الأمل يظل حيًا رغم كل الظروف الصعبة.
وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة.

YouTube player
Exit mobile version