فعاليات

من النزوح إلى المناصرة.. تدريب شبابي يرفع صوت النازحين من مخيمات طولكرم وجنين

اختتمت الهيئة الاستشارية الفلسطينية لتطوير المؤسسات غير الحكومية، وبدعم من برنامج سواسية، تدريبًا شبابيًا استمر ثلاثة أيام ضمن مشروع “سفراء العدالة”، بمشاركة خمسة عشر شابًا وشابة من المتضررين من النزوح في مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما.
يأتي هذا التدريب في سياق الواقع الفلسطيني المعقد، حيث يشكل النزوح الداخلي أحد أبرز التحديات التي تعمّق من أزمات الفئات الهشة، ولا سيما الشباب الذين وجدوا أنفسهم أمام ظروف قاسية حرمتهم من الاستقرار والأمان وفرص المشاركة الفاعلة في الحياة المجتمعية. فالنزوح لم يكن مجرد انتقال قسري من مكان إلى آخر، بل مثّل تجربة مؤلمة انعكست على مختلف جوانب الحياة، من الحق في التعليم والسكن والصحة، وصولًا إلى الشعور بالحرمان من العدالة والإنصاف.
وصُمم التدريب ليزوّد المشاركين بمجموعة من الأدوات العملية التي تمكّنهم من التعامل مع آثار النزوح بوصفها قضية حقوقية واجتماعية، وليس فقط تجربة إنسانية فردية. وتناول البرنامج التدريبي موضوعات تتعلق بـ إدارة الحملات الرقمية وسبل توظيفها لرفع صوت النازحين وتسليط الضوء على معاناتهم، وآليات الرصد والتوثيق التي تساعد في تسجيل الانتهاكات والحرمان الذي يتعرضون له، إلى جانب الحقوق الأساسية التي يكفلها القانون والمواثيق الدولية للفئات النازحة. وقد أتاح للمشاركين مساحة للتفاعل وتبادل الخبرات والتجارب الشخصية المرتبطة بالنزوح، حيث عبّروا عن الصعوبات التي يواجهونها يوميًا في ظل غياب الاستقرار وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية، مؤكدين أن المعرفة والمهارات التي اكتسبوها ستساعدهم على تحويل قصصهم إلى قوة ضغط ومناصرة من أجل حقوق النازحين داخل المجتمع الفلسطيني وعلى المستوى الدولي.
وأكد المدير التنفيذي للهيئة الاستشارية احمد هيجاوي أن تنفيذ هذا التدريب يأتي ضمن جهودها المستمرة لتعزيز مشاركة الشباب الفلسطيني في قضايا العدالة والحقوق، مع التركيز على المتضررين من النزوح الذين يشكلون شريحة واسعة تعاني من تهميش مزدوج موضحا أن مشروع “سفراء العدالة” يهدف إلى تأسيس شبكة شبابية فاعلة تحمل قضية النزوح كأولوية وطنية وحقوقية، وتنشر قيم العدالة الاجتماعية والمساواة داخل محيطها.
وشدد على أن تمكين الشباب المتضررين من النزوح ليس خيارًا تكميليًا، بل هو ضرورة وطنية وإنسانية، خاصة في ظل استمرار الاعتداءات التي تؤدي إلى نزوح آلاف الفلسطينيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم. مشيرا الى الاستثمار في طاقات هؤلاء الشباب يمكن أن يحوّل معاناتهم إلى قوة تغيير قادرة على التأثير في السياسات والمطالبة بحماية الحقوق الأساسية للنازحين.
ويعكس هذا التدريب قناعة متزايدة بأن الشباب الفلسطيني، رغم ما يواجهه من تحديات قاسية، قادر على تحويل أزماته إلى فرصة للعمل الجماعي والدفاع عن قضايا العدالة، وأن صوت النازحين يجب أن يكون حاضرًا في كل نقاش يتعلق بحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية في فلسطين.

Exit mobile version