من المخيم

من المخيم إلى العالمية..الفنان فيصل أبو الهيجا


نشأتْ موهبة الممثل والكوميديان فيصل أبو الهيجا، بدايةً من على خشبة مسرح الحرية في مخيم جنين، وصولاً إلى أشهر المسارح العالمية، بانطلاقة واعدة له يلمؤها الشغف والتحدي على الظروف التي يعيشها اللاجئين في المخيمات الفلسطينية.

فيصل أبو الهيجا (٣٢) عاماً، من سكان مخيم جنين، لاجئ من قرية حوض، قضاء حيفا المحتلة. بدأ برحلته الفنية في عام ٢٠٠٧، بعدما انضم لدراسة التمثيل في مسرح الحرية بمخيم جنين.

فيصل أبو الهيجا يقول: “ولدت بالانتفاضة الأولى وكبرت بالانتفاضة الثانية، عايشت الحصار لمخيم جنين وتحدياته، مروري في هذه المحطات جعل قرار انضمامي للتمثيل تحدٍّ، لأن التمثيل ليس مجرد هواية فحسب، التمثيل سلاحنا كفنانين.”
يكمل أبو الهيجا: “أرى بأن المسرح لغة الحوار مع العالم، من خلاله نحافظ على هويتنا الفلسطينية، ونوصل حكاياتنا للعالم أجمع.

شارك أبو الهيجا بالعديد من الأعمال خلال دراسته التمثيل، لعل أبرزها مسرحية رجال في الشمس، ومسرحية جسدية باسم شظايا فلسطين، عام ٢٠٠٩.

يعتبر أبو الهيجا بأن مسرحية الجزيرة التي تحدثت عن أسرى جنوب أفريقيا، نقطة التحول في حياته الفنية فهي أول عمل احترافي اشترك به، وعُرضت المسرحية باللغة الإنجليزية في معظم دول العالم.

عبر عن ذلك العمل بقوله: “كان التحدي الأصعب لكونه أول تجربة بالتمثيل باللغة الإنجليزية، التحدي كان في التمثيل بلغة غير لغتك الأم، وتُعرض أمام جمهور أجنبي، ولكنا نجحنا فيه”.

مسرحية الجزيرة

حملة عالمية من الحركة الصهيونية في أمريكا وبريطانيا لمقاطعة مسرحية “الحصار”
تحكي المسرحية قصة حصار كنيسة المهد عام ٢٠٠٢، والتي أطلق صهاينة أميركا وبريطانيا حملةً ضد القائمين عليها، ووصفهم بمروجي الإرهاب، وتصدرت حملة المعارضة الصحف العالمية حينها.

الأمر الذي كان سبباً في منع عرض المسرحية في مسرح الشعب في نيويورك، ولكن بعد ذلك عُرضت في مسارح أخرى في أمريكا.
وعند عرضها في بريطانيا نشرت صحيفة “الديلي ميل” البريطانية في عام ٢٠١٥، عن فلسطينيين يروجون للإرهاب في مسارح بريطانيا، ودعت لمقاطعة العمل ومنعهم من العرض، ولكن ما حدث حينها عكس ذلك، فقد كان العرض في لندن من أنجح العروض لمسرحية “الحصار”، بعدما قُسم المجتمع الغربي بين مؤيدٍ ومعارضٍ للعمل.

يصف ذلك أبو الهيجا بقوله: “امتلأ المسرح بالحاضرين قبل ساعاتٍ من موعد العرض، وكان الأمن في كل مكان داخل المسرح وخارجه، هذا الأمر الذي لم يعتاد عليه المجتمع الغربي، ماحدث كان سبب في نجاحنا خاصةً بعدما شاهدنا هذا التأثير، نحن نُعبر عن أنفسنا وعن ما نمر به كشعب فلسطيني من خلال العروض التي نقدمها”.

مسرحية الحصار

شارك بعد ذلك في عمل كوميدي مع الفنان العالمي مارك توماس في عام ٢٠١٨، كان مضمونه الجدار الاستيطاني والاجتياحات الإسرائيلية، وعرض معاناة الشعب الفلسطيني بطريقة الكوميديا السوداء.
وكان أبو الهيجا أحد أعضاء مختبر المسرح السياسي من عام ٢٠١٧ إلى عام ٢٠١٩، في جامعة جورج تاون في العاصمة الأمريكية (واشنطن)، بمهرجان التيارات المتقاطعة، مع أكثر من ٢٠٠ فنان، من ٤٠ دولة.

كما خاض أبو الهيجا مؤخراً تجربة الإخراج المسرحي، فقد كان مخرج وكاتب نص مسرحية “الحوش”، التي عُرضت في شهر تموز من هذا العام، في مهرجان مكان التابع لمسرح الحارة في محافظة بيت لحم.

الطبيب المهرج

بالإضافة إلى عمله بالمسرح والتمثيل، يعمل أبو الهيجا في جمعية الأنوف الحمراء الدولية بدور طبيب مهرج، بعد تخرجه من مدرسة الفكاهة الدولية في عام ٢٠١٩، حيث يقدم عروض فنية للأطفال في المستشفيات ولبيوت المسنين.

عرض فني للأطفال المرضى

الممثل الكوميديان فيصل أبو الهيجا هو نموذج للاجئ الفلسطيني الذي تحدى ظروف المخيم والمجتمع، ومعيقات الاحتلال، واستطاع إثبات نفسه لمجتمه ونقل صوت الفلسطينين للعالم.

جائزة أحسن نص مسرحي في مهرجان فلسطين الدولي

إعداد: فاطمة حماد

Exit mobile version