قصة وسيرة

ماذا عن حسام قطناني بعد “11 عاماً”.. تحويل للإعتقال الإداري؟

في عالم يتسم بالظلم والتحديات، يعيش حسام قطناني من مخيم عسكر الجديد للاجئين قصة إنسانية ملؤها الصبر والعزيمة. بعد مرور 11 عاماً من الأسر في السجون، يُفاجأ قطناني بقرار تحويله إلى الاعتقال الإداري ستة أشهر، مما يفتح فصلاً جديداً في مسيرته. هذه القصة ليست مجرد سرد لتفاصيل قرار إداري، بل هي رحلة رجل تحدى الزمن وظروفه.

حيث كانت العائلة يوم أمس تنتظر، بعد أن زينت هي ورفاقه وأهالي المخيم الأزقة الضيقة وحضرت للإحتفال به، لكن قرار التمديد سبب صدمة كبيرة لهم، ملأ قلوبهم بالحزن والألم العميق، فوالدته التي إنتظرته “11 عاماً” من الفراق لم تستطع إخفاء دموعها.

تقول ام أحمد والدة الأسير حسام لمنصة من المخيم: ” أنا أنتظر في كل دقيقة أن يهاتفني أحد ويبلغني بالإفراج عنه، والده انتظره بالأمس ساعات طويلة ليخرج، لكنه لم يخرج، انتظرته 11 عاماً، أنا أم”.

بقي مصير حسام وغيره من الأسرى الإداريين معلقاً بيد الإحتلال، ويظل الأمل معقوداً على الجهود المحلية والدولية للضغط من أجل إنهاء هذه الساسية. ويقول والده حسن قطناني: “هذا لن يفنينا عن واجبنا ونحن فلسطينيون، كما أراد الله لنا أن نكون وسنكون”.

الإعتقال الإداري يعتبر من أكثر السياسات القمعية التي يعتمد عليها الإحتلال لإبقاء الأسرى في السجون، دون محاكمة عادلة، ويرىالعديد من المدافعين عن حقوق الإنسان، أن هذا النوع من الإعتقال يمثل إنتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.

وتشير هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في بيان مشترك، أن قضية قطناني الذي اعتقل عام 2013 بعد إصابته بعدة رصاصات، ليست الأولى من نوعها، فقد تعمد الاحتلال على مدار السّنوات الماضية تحويل العديد من المعتقلين إلى الاعتقال الإداريّ تحت ذريعة وجود (ملف سرّي) في يوم الإفراج عنهم، وذلك كإجراء انتقاميّ ممنهج، كجزء من جملة الإجراءات، والجرائم الممنهجة التي يمارسها الاحتلال بشكل –غير مسبوق- بكثافتها ومستواها منذ بدء حرب الإبادة.

وتابعت: شكّلت قضية المعتقلين الإداريين التّحول الأبرز، منذ بدء حرب الإبادة، إلى جانب جملة الجرائم الممنهجة التي نفّذها الاحتلال بمستواها –غير المسبوق- وقد تصاعد أعداد المعتقلين الإداريين، ليكون الأعلى تاريخيا، إذ وصل عددهم إلى أكثر من (3323) حتى بداية أيلول/ سبتمبر 2024، من بينهم ما لا يقل عن (40) طفلاً، و(23) أسيرة، فيما وصل عدد أوامر الاعتقال الإداريّ بين (أوامر جديدة وتجديد) بعد الحرب إلى أكثر من (8827)، علماً أنّ عدد المعتقلين الإداريين قبل الحرب، بلغ نحو (1320) معتقلا، وهذا التّصاعد ترافق فعلياً مع تولي حكومة المستوطنين المتطرفة سدة الحكم قبل بدء حرب الإبادة، وقد بلغ ذروته مع بدء الحرب.

تحويل الأسير حسام قطناني للاعتقال الإداري بعد “11 عاماً” من الأسر.

والدة حسام: والده انتظره بالأمس ساعات طويلة ليخرج، انتظرته 11 عاماً، أنا أم.

العائلة والرفاق وأهالي المخيم يزينون الأزقة للإحتفال به.

Exit mobile version