المدونة

لعائلتي صفتين اكتسبتهما عبر موقف ومهنة

الكاتب: كايد ميعاري


الأولى كانت حين قرر سيدي حسن الذهاب بعائلته للعيش في منطقة كانت تعتبر نائية وفق معايير سكان قرية البروة،ومن الصعب التكيف مع ظلال الأشجار التي تزيد من ظلمة ليلها، ويتضاعف فيها حجم الحيوانات البرية. كان قرارا جريئا دفع أهالي القرية إلى إطلاق لقب ” البري”وغدا هذا اللقب ملاصقا للعائلة حتى تهجير سكان القرية وهدمها عام ١٩٤٨. وبقي هذا اللقب تحت ركام القرية لإحتمالين: إما لأننا اردنا الحفاظ عليه هناك حتى نعود أو لأننا فشلنا في إيجاد برية بحسن طبيعة البروة في مخيم العين أو قرية زواتا فيما بعد.
أما اللقب الثاني فاقترن بمهنة سيدي كايد رحمه الله.. ” الحلاق” حيث جال قرى، وبلدات، ومخيمات في فلسطين والشتات قبل النكسة حتى وصل إلى المانيا.. تخيلوا وصل المانيا بمقص ومشط، و”كولونيا”.
في هذين اللقبين تشابه واختلاف في آن: فأما التشابه فيكمن في حس المغامرة. فيما الاختلاف يكمن في مكان استحقاق كلا اللقبين والمسافة الزمنية بما تتضمنه من حقوق منتهكة، وذاكرة لا تمسها ” نعمة النسيان”، وحلم ما زال يترنح ما بين البروة والخيمة.

Exit mobile version