الكاتبة: هلا الزهيري
أتابعُ انفعالات صديقتي رمز وهي تتحدثُ عن يافا التي تَمَكنَتْ من زيارتِها خلالَ العيد!
وتسمو “الأنا” على وجهي وأتباهى بمشاركتِها تفاصيل أحفظُها من روايات جدَّتي ومن الانترنت!
تقول: لم أتمالك دموعي وأنا عائدة، يافا جميلة جداً.
ثمَّ تسألنُي: بتعرفي حيّ العجمي؟
أجيب: طبعاً.
هذه ِالـ طبعاً المليئة بـ “الأنا” مجدداً، لِمَ لا والحديثُ يدور عن حيّ النُّخبة؟
الحيّ الذي كان يسعى وراءَه أثرياء العالم.
تضيف: لا أحد ينصح بالذهاب إلى هناك، الشط وسخ والحي مو منيح.
…
نحن الذين نُصرُّ على ابقاء الباب موارباً لسرقة التاريخ ثم نسمي ذلك قدراً!
ونعتبر عناويننا الرئيسية “كليشيه”!
…
العجمي!
عدوّي اللدود لو كنّا في البلاد!
انا الفلاحةُ ابنةُ الخيرية، كنتُ سأكرهه وأكرهُ الطريقَ الذي نقطعه ليتناولَ سُكّانُه غلّة الموسم على الشاطئ.
وأكره اللّطفَ غير المبررِ من سيِّداتِه
لماذا تبتسمُ لي هذهِ السّيدة الآن؟ تبتسمُ هكذا بلا سببٍ!
أكره العجمي وأتمرد لاحقاً على العائلة، لأصبح ابنة الحي الذي اكرهه الآن.. الآن بتوقيت البلاد.. الآن التي لم أعشها، الآن التي لا تأتي!
..
للأشياء دلالاتُها ونحنُ لا نُحسِنُ التقاط الدلالات
نحن نقبلُ كلَّ ما يأتينا وكُلُّ شيءٍ لدينا يَجُبُّ ما قبلَه!
العجميّ حيُّ النخبة والخيرية أرضُ الغلّةِ.
الأَول يصبحُ حيَّ الفقر والجريمة والثانية تصبحُ مكبَّ نفايات!
وأنا اللاجئة.. أَقفُ اليومَ أمامَ عناوين تقرّرُ إعادة تعريفي!
…
أنا اللاجئة.. ابنة “أم الغريب” التي احتضنت كل من زارها، عروس البحر، عاصمة فلسطين الثقافية، طريق البلاد في صوت أم كلثوم، مقصد العلماء وبيت الصحف ودور السينما وعرّابة الثّوار.
انا اللاجئة ابنة يافا.. أكره حيَّ العجميّ!