قصة وسيرة

اللاجئ أمير الشيخ عثمان… رصاصة حولت شجاعته إلى ألم مستمر

في صباح السادس عشر من كانون الثاني/يناير 2025، كان مخيم عسكر الجديد للاجئين يعيش اقتحامًا جديدًا وسط إطلاق كثيف للنار. خشي الشاب أمير الشيخ عثمان، أن يُصاب أحد دون أن يجد من يسعفه، فاندفع رغم الخطر، ونزل مسرعًا إلى أطراف تلة عسكر محاولًا تقديم المساعدة لأحد الجرحى. لكن قناصًا إسرائيليًا أصابه في ركبته، كما أُصيب شابٌ آخر في المكان.

سقط أمير على الأرض على الأرض ينزف من جرحه، وزحف حتى تمكن شبان المخيم من الوصول إليه، فحملوا المصابين الثلاثة في سيارة خاصة قطعوا بها مسافة تقارب كيلومترين قبل أن تلتقيهم سيارة الإسعاف.

بعد الحادث، وجد أمير نفسه في المستشفى يخضع للعملية الجراحية الأولى، لكنه لم يكن يدرك حجم التغيير الذي سيطرأ على حياته. يقول في حديثة لمنصة “من المخيم”: “صحيت كان في على رجلي جهاز خارجي، وبقيت لمدة شهر ونصف عاجزًا عن الحركة، لا أستطيع النهوض من السرير، ولا المشي بشكل طبيعي، ولم أستطع ممارسة حياتي اليومية كباقي الناس”.

أثر الحادث على حياته بشكل كبير، لكنه لم يستسلم. وبعد فترة، خضع لعملية جراحية ثانية، حيث ركب له الأطباء بلاتيناً وسياخاً لدعم رجله، لتبدأ رحلة طويلة من الصبر والتحدي لاستعادة استقلاله وحياته الطبيعية.

اليوم، يعيش أمير إصابته كجرحٍ دائم لا يُرى إلا حين يحاول النهوض. لم يعد قادرًا على الركض كما كان، ولا على العمل بسبب حالته الجسدية، فيما تغيب فرص العمل أساسًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اللاجئون.

قصة أمير ليست حادثاً عابراً، بل مرآة لواقع يعيشه كثير من الشباب الفلسطينيين، جرحهم الخوف على الاخرين.

YouTube player

Exit mobile version