يعاني أكثر من (2300) لاجئ فلسطيني سوري من ذوي الإعاقة، من الإهمال والنسيان والتهميش وعدم المبالاة بأوضاعهم الصحية والاقتصادية، الناجمة عن تعرضهم للإصابات الجسدية والنفسية وفقدان العديد منهم لذويهم بسبب الحرب التي اندلعت في سورية.
وما مأساة الشاب الفلسطيني “شادي الأسعد” البالغ من العمر 31 عاماً ويحمل إجازة جامعية في علوم الأحياء الذي أصبح من ذوي الاحتياجات الخاصة وإصابته باستسقاء في الدماغ ما أثّر على مهاراته في الحركة والكلام، إلا واحدة من المآسي الكثيرة التي قلبت حياة العديد من الأسر الفلسطينية رأساً على عقب بسبب الصراع المندلع في سورية.
وتعتبر قصة الطفل “جواد العبويني” ابن السبع سنوات نموذجاً لقصص مشابهة مؤلمة عن أطفال فلسطينيي سورية الذين تعرّضوا لإعاقات وإصابات نتيجة الحرب في سورية، فالطفل ” العبويني أصيب نتيجة استنشاقه الغازات التي ألقيت على الحجر الاسود، و بدأت حالته المرضية بالتدهور مع بداية الأحداث في مخيم اليرموك، ومن ثم تطورت الحالة نتيجة انعدام الدواء والعلاج والرعاية الصحية والجوع بسبب الحصار على اليرموك ليصبح مريضاً بالشلل الدماغي، قبل أن تجري له عملية جراحية في سوريا وتعرض على إثرها لنزيف حاد.
فيما عانى اللاجئ الفلسطيني “أحمد مصطفى” من ذوي الاحتياجات الخاصة، من الإهمال والرعاية وأصبح بلا مأوى ولا معيل بعد وفاة والدته، وتهجيره من مخيم اليرموك، حيث كان يجلس في النهار بعربته عند مسجد الماجد بالقرب من بوابة مخيم اليرموك، وفي الليل ينام في “خيمة العودة” التي يجتمع بها أبناء المخيم بانتظار العودة للمخيم”.
أما الطفل “مفيد أحمد خالد” (7 سنوات) ــ أحد أفراد أسرة فلسطينية نزحت من مخيم سبينة في سورية إلى مخيم الرشيدية جنوب لبنان ــ يعاني من شلل دماغي كامل منذ الولادة مما فرض هذا الأمر على العائلة عبء اقتصادي إضافي، وذلك بسبب تخصيصه باحتياجات خاصة غذائية وطبية من فحوصات وأدوية دائمة وحفاظات تصل تقريباً شهرياً حوالى 200$، وهذا لما لا تستطيع العائلة المهجرة تأمينه لطفلها، بسبب تردي أوضاعها الاقتصادية وعدم وجود مورد ثابت لهم.
ومن جانبها أكدت الأونروا أن أكثر من (2300) لاجئ فلسطيني من ذوي الإعاقة في سورية، يتلقون دعماً من الاتحاد الأوروبي ومكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (إيكو) حيث يموّل المساعدات إلى الأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك إلى ربات البيوت اللواتي يعلن أسرهن.
ومن الجدير ذكره أن قدراً كبيراً من ذوي الإعاقات من المهجرين الفلسطينيين قسراً يعانون من الإهمال والتجاهل، ومعرضون للإيذاء البدني والجنسي والعاطفي، ويستلزمون حماية إضافية، ويعانون من العزلة الاجتماعية ويواجهون خطر التخلي عنهم من قبل الآخرين أثناء عمليات الفرار.
المصدر: مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية
تحرير: ولاء أبوبكر