الكاتبة: ولاء أبوبكر
“من المنافي والشتات، قلوبٌ معلقةٌ بفلسطين، ترقبُ الصلاةُ في رحابِ المسجد الأقصى، عيونٌ تحنُّ ليومِ عودةٍ تتجسد فيه الهوية، تتأمل الحاضر ولها في المستقبل أملٌ لا يكتمل رونقه، إلا بتطبيق حق العودة”، هذه الكلمات البسيطة ذات المعنى العميق التي تتجذّر في قلب أي فلسطيني ذاق مرار العيش بعيداً عن وطنه، تلك العبارات التي تداولتها حملة “العودة حقي وقراري“ على موقع الفيس بوك والتي لاقت رواجاً كبيراً في كافة أرجاء العالم سواءً للفلسطيني أم لغيره.
طارق حمود المدير العام لمركز العودة الفلسطيني في لندن، وهو لاجئ من طبريا، يتحدث عن حملة “العودة حقي وقراري”، هذه الحملة أطلقها مركز العودة الفلسطيني في العاصمة اللندنية في بريطانيا (عمره 24 عاماً)، ذلك المركز الذي يضم أكثر من 100 مؤسسة من مختلف المناطق العربية والأوروبية، والذي يميزه أنه يحمل الصفة الاستشارية في الأمم المتحدة، وبالتالي من هذا الباب جاءت فكرة الحملة لإيصال صوتها للأمم المتحدة.
يقول حمود، “بدأت الحملة في عام 2019، والتي كانت تستعد لمواجهة صفقة القرن قبل إعلانها، فمن وجهة نظرنا أن أكثر شيء سيكون مستهدف من تلك الصفقة هو حق العودة، لذلك بدأنا بالتجهيزات التي استغرقت عدة شهور، عملنا الكثير من اللقاءات مع جهات ومؤسسات وأفراد لشرح فكرة الحملة”.
ويشير حمود “جاء شهر يناير \ 2020 على عجل، ليحمل في طياته الإعلان المشؤوم وهي (صفقة القرن)، حينها تم الاتفاق مع لجنة فلسطين في البرلمان الأردني -لجنة فلسطين النيابية-، لتكون شريكتنا في إطلاق الحملة من العاصمة الأردنية عمان كونها العاصمة الأقرب لفلسطين والتي تضم عدد كبير من اللاجئين، فأُطلقت الحملة بتاريخ 20 فبراير 2020، والتي حضرها عدد كبير من المؤيدين والمؤسسات الداعمة”.
قرابة المليون توقيع للمطالبة بحق العودة
وعن فكرة الحملة يقول حمود، ” فكرتها أنها تطلب من الفلسطينيين التوقيع على نص محدد شامل جامع محقوق من الناحية القانونية، يهدف إلى الحصول على أكبر عدد ممكن من التواقيع، قرابة المليون توقيع، حيث ستستمر الحملة لمدة عام كامل وربما أكثر”.
ويضيف حمود “فعلياً نحن بدأنا بمخاطبة الأمم المتحدة وبالتحديد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وشرحنا لهم الحملة، وأمددناهم بكل التحديثات لحظة بلحظة والشروحات الخاصة بها، وسننتظر الوصول للعدد المطلوب من التواقيع لنبدأ بعدها بإيصالها لجمعية الأمم ليتم مناقشة كافة المخرجات الخاصة بالحملة”.
ويؤكد حمود “ستكون كلمتنا الدفاعية عن فكرة هذه الحملة من خلال حصولنا على أكثر من مليون توقيع فلسطيني، مطالبين جميعهم بحق العودة وهو حق فردي، فبالتالي هو ملكية فردية وحق لا يجوز لأي أحد التصرف فيه”.
أشد الداعمين والمؤيدين للحملة
يصف حمود فرحته بالتفاعل الكبير للحملة من الأردن الشقيق وفلسطين، يقول ” تفاعل الأردن كان الأكبر والأعمق للحملة، وفلسطين كذلك حيث أن معظم التواقيع كانت من هناك، إذ أننا حصلنا على دعم منقطع النظير من الأردن خاصةً في الفعاليات المدنية والإعلامية والنقابية ومجلس النواب الذين كانوا من بداية المشاركين ومن أوائل الداعمين لهذه الفكرة”.
ويكمل حمود ” لا أنسى أيضا تفاعل لبنان والجالية الفلسطينية في تركيا وأوروبا كذلك، والولايات المتحدة وغيرهم الكثير”.
552 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا لم تصلهم فكرة الحملة
يشير حمود لبعض التحديات التي واجهت الحمل، وهي ” كان من الصعب أن نوصل فكرة الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعيدا عن الاتصال المباشر أو عقد المؤتمرات التي يكون من خلالها تفاعل فيما بيننا، ولكننا نجحنا بعض الشيء في الوصول حتى اللحظة لـ200 ألف توقيع وهذا إنجاز كبير، خاصة في ظروف فيروس كورونا”.
ويكمل حمود ” مشكلتنا الآن هي في سوريا واللاجئين الفلسطينيين هناك لم نستطع الوصول إليهم لانشغالهم بوضع الحرب التي تملؤ البلاد، حيث أننا فقدنا إيصال فكرتنا 552 ألف لاجئ فلسطيني، وكذلك يبقى التحدي المالي والإمكانيات الغير متوفرة نوعاً ما والظرف الذي يمر به العالم بسبب جائحة كورونا التي عطلت الكثير من الفعاليات والمؤتمرات التم تم إلغاؤها”.
وعن طريقة إرسال التواقيع يتحدث حمود، “سيتم ارسال التواقيع للجمعية العامة للأمم المتحدة بصيغتين، الأولى إلكترونية والثانية ورقية، وذلك من خلال بعثة فلسطين، وقد نقترح مشروع قرار حماية حق العودة لمناقشته بالجمعية العامة والتصويت عليه هذا طبعاً مرتبط في الظروف التي تسود العالم، حيث أن مخرجنا النهائي من كل هذه الحملة هو مشروع لحماية حق العودة”.
“رسالتنا البسيطة هي أن هذه الحملة تعتمد على المسؤولية، بمعنى كل لاجئ وكل فلسطيني عليه أن يستشعر بالمسؤولية، ومن الممكن أن يضيف فرق كبير لهذه الحملة، وتوقيعه سيحدث فرقاً كبيراً”، يختم حمود حديثه.
للمشاركة في حملة التواقيع اضغط هنا