سياسية

الاحتلال يصعّد عدوانه في طولكرم: اقتحامات متواصلة وتعزيزات عسكرية في المخيمات

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ107 على التوالي، عدوانها الممنهج على مدينة طولكرم ومخيمها، ولليوم الـ94 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد عسكري وميداني متسارع، تمثل في عمليات اقتحام، تهجير قسري، تفجيرات، وتدمير ممنهج للبنية التحتية والمنازل.وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية مكثفة من الآليات وفرق المشاة إلى داخل المدينة ومحيط المخيمات، حيث تنتشر الدوريات العسكرية بشكل استفزازي، وتُعيق حركة المواطنين من خلال السير بعكس الاتجاه وإطلاق أبواق المركبات العسكرية.

في ذات السياق، أجبرت قوات الاحتلال عشرات العائلات في الحي الشرقي للمدينة، وخاصة المحاذية لمخيم طولكرم، على إخلاء منازلهم تحت التهديد، من بينها عائلة زيقان التي أُمهلت حتى الثامنة صباحاً لإخلاء منزلها.وشهد المدخل الجنوبي لطولكرم اليوم، تحديداً عند جسر جبارة، نصب حاجز عسكري مفاجئ، حيث تم توقيف المركبات والتدقيق في هويات الركاب واستجوابهم ميدانياً.

أما في مخيمي طولكرم ونور شمس، فقد فرضت قوات الاحتلال حصاراً مشدداً، تخلله انفجارات عنيفة هزّت المنطقة، وسط عمليات هدم ممنهجة طالت أكثر من 15 مبنى سكنياً خلال أسبوع واحد فقط، ضمن خطة تشمل هدم 106 منزلًا في كلا المخيمين.ووفق الشهادات الميدانية، شهد مخيم نور شمس خلال الأيام الماضية هدمًا واسعًا للمنازل في مناطق المنشية، المسلخ، الجامع، العيادة، والشهداء، مع استمرار الاحتلال في الاستيلاء على مبانٍ سكنية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، خاصة في شارع نابلس والحي الشمالي.

وأسفر هذا العدوان عن استشهاد 13 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في شهرها الثامن من الحمل، بالإضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وسط دمار هائل في البنية التحتية، شبكات الكهرباء والمياه، والمتاجر والمركبات.

كما تسبب التصعيد في نزوح أكثر من 4200 عائلة من المخيمين، أي ما يفوق 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 400 منزل كليًا، و2573 منزلًا جزئيًا، وتحويل المخيمات إلى مناطق معزولة أشبه بالأطلال، بفعل السواتر الترابية والإغلاق الكامل.العدوان الإسرائيلي المتواصل على طولكرم يُعد من أطول وأعنف الحملات العسكرية في الضفة الغربية منذ سنوات، ويعكس تصعيداً خطيراً يستهدف الوجود الفلسطيني ومقومات الحياة في المدينة ومخيميها، في ظل صمت دولي مقلق وتقصير إنساني واضح.

Exit mobile version