المدونة

الأونروا: 90 مليون دولار نحتاجها بشكل طارئ للتعامل مع جائحة كورونا في المخيمات

الكاتبة: ولاء أبوبكر

مخيم الجلزون الذي يضم قرابة الـ 16 ألف نسمة على مساحة 265 دونم، بات أكثر مأوى لانتشار فيروس كورونا فيه مقارنة بمخيمات الضفة، فمن المؤكد أن ذلك يعود لضيق المساحة واكتظاظ السكان فيه، فطبيعة الحياة السكنية فيه باتت هي السبب الرئيسي لاتساع رقعة انتشار ذلك الفيروس الخفيّ.

80% من المواطنين ملتزمين بالحجر وإجراءات الوقاية، ولكن.. !

يقول رئيس لجنة خدمات مخيم الجلزون محمود مبارك ” 180 إصابة سجلت منذ بداية الأزمة، منهم 30 في فندق العين برام الله والذي خُصص من وزارة الصحة ليكون مركز للحجر”.

 ويشير مبارك للسبب الرئيس وراء انتشار الفيروس “المخيم ضيق جداً ومكتظ بعدد السكان، والمنازل ملاصقة لبعضها البعض، لا يوجد متّسع ليكون هناك مسافات بين المواطن والآخر، وخطر الإصابة يكون أضعاف من هم بالخارج”.

 150 طرد غذائي من الأونروا لـ 3000 عائلة؟!

وعن دور الأونروا يؤكد مبارك ” منذ بداية الجائحة وعند جلوسنا مع المفوض العام طالبناهم بتأسيس خلية أزمة لكل المخيمات ولكن دون جدوى، فالتقصير واضح منذ البداية، ولم يستكملوا واجباتهم تجاهنا على أكمل وجه”.

 ويضيف مبارك ” أرسلت الأونروا مساعداتها الطبية من مواد تعقيم وأدوات لرش المخيم، ولكنها لم تقدم لنا الدعم المالي أو حتى الغذائي، حيث قامت بمراسلتنا لإرسال 150 طرد غذائي، وبدورنا رفضنا هذه المساعدة لأنها ليست منطقية بوجود 3000 عائلة في المخيم”.

ويستكمل مبارك: ” أبناء المخيم جميعهم الآن عاطلين عن العمل ولا يوجد أي معيل لعائلاتهم، والأمر لم يقف إلى حد قلة المساعدات بل طال الأمر لأصحاب العمل وبعض المواطنين الذين أصبحوا يتعاملون مع أبناء المخيم بصورة عنصرية واصفيننا من منطقة موبوءة ويرفضون التعامل معنا، عدا عن تسريح الكثير من العمال من أماكن عملهم بسبب أنهم أبناء المخيم”.

 وعن دور وزارة الصحة الفلسطينية تجاه المخيمات..

أكد محمود مبارك أن وزارة الصحة أولت اهتمامها منذ بداية الجائحة في المخيمات وأعطت الأولوية لنا، حيث كان هناك اتصال دائم للطواقم الطبية معنا، وتم توفير معقمات ومواد طبية.

وعند تواصلنا مع وزارة الصحة الفلسطينية، لم يكن بإمكاننا إجراء مقابلة مع أحد منهم بحجة أن جميع الطواقم في الميدان تمارس عملها الطبي.

خطر انتشار فيروس كورونا في المخيمات 10 أضعاف..

رئيس لجنة خدمات عسكر القديم حسني عودة يقول ” اليوم تمت موافقة وكالة الأونروا على تجهيز الطابق الثالث من مركز خدمات المخيم ليكون مركز للحجر، وستوفر لنا الوكالة الأسرّة والأغطية ومعدات طبية وأدوات تعقيم”.

عودة الذي كان له رأي مخالف بخصوص أداء وكالة الأونروا تجاه المخيمات، موضحاً ” الأونروا لم تقصر معنا، وعلينا أن نعذرها خاصة في ظل هذه الأزمة التي يمر بها جميع سكان العالم، ولكن هي مطالبة بالعمل أكثر تجاه اللاجئين خاصة أننا نقع تحت مسؤوليتها من كافة النواحي الطبية والتشغيلية والإغاثية والتعليمية والغذائية”.

وطالب عودة “أن يكون هناك اهتمام أكبر بالمخيمات خاصة عند إصابة أحدهم بأن يتم نقله لخارج المخيم وليس لمركز الحجر المتواجد، وذلك للاكتظاظ السكاني الذي تعاني منه كافة المخيمات”.

كاظم أبو خلف مسؤول مكتب الإعلام في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” في الضفة يقول ” الأونروا تحاول دائما تلبية احتياجات كافة اللاجئين في المخيمات، منذ بداية الجائحة كان لدينا خيارين إما أن نقوم بتوزيع المساعدات المتوفرة بين أيدينا أو أن ننتظر مساعدات المانحين، فكان الخيار الأول هو المعمول به، عدا عن ذلك هذه تسمى جائحة وهي تحمل صفة الطوارئ، لهذا السبب البعض وصف مساعداتنا بالقليلة”.

 مطالبات بتوفير مليار و400 دولار كميزانية لوكالة الأونروا

ويضيف أبو خلف “في بداية الموجة الأولى لفيروس كورونا كان هناك مناشدات لتوفير 90 مليون دولار فقط للتعامل مع الجائحة، ولكن ليس كل شيء يتم تلبيته، ونحن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام مسؤولياتنا تجاه المخيمات، عدا عن ذلك أن الدول المانحة من الأساس تحاول أن تتعافى من هذه الأزمة التي أضعفت الوضع الاقتصادي في أنحاء العالم”.

 650 رزمة الدواء .. ومواد غذائية لـ 20 ألف عائلة

وعن الدور الذي قامت به الأونروا منذ بداية الجائحة يؤكد أبو خلف ” نفذنا حملات الرش والتعقيم، وتزويد المخيمات بمواد التنظيف، وأدخلنا نظام الفرز على كافة عياداتنا للحفاظ على الطاقم الطبي وكذلك المرضى أنفسهم”.

ويكمل أبو خلف ” تم توزيع مواد غذائية لـ 20 ألف عائلة بالحجر وتوفير 650 رزمة دواء وإيصالها لأصحاب الأمراض المزمنة لمنازلهم لتجنبهم الخروج من منازلهم، و 160 الف عائلة استفادت من المساعدات المالية عن طريق برامجنا”.

 وعن فتح مراكز للحجر في المخيمات يقول أبو خلف ” نفذنا زيارات للمراكز التعليمية التابعة للوكالة ولكن نتجنب اختيارها نحن والحكومة الفلسطينية خاصة لاقتراب موعد المدارس، ولكن في حال إيجاد مركز للحجر غير ذلك فإننا نزودهم بالمعدات الطبية اللازمة والأدوية والأسرّة والأغطية ومواد التعقيم والتنظيف”.

 وطالب رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير د. أحمد أبوهولي عبر تصريح له لإذاعة صوت فلسطين ” أن يكون هناك دعم للوكالة خاصة في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها، فهناك عجز في موازنتها على مستوى برامجها ومساعداتها بقيمة 135 مليون دولار حيث أنها بحاجة لـ 94 مليون دولار لمواجهة أزمة جائحة كورونا”.

 وبحسب إحصائية لوكالة الأونروا فإنه تم تسجيل (404) إصابة بفيروس كورونا في مخيمات الضفة وغزة، منها (129) بالضفة و (48) في غزة، و (3) وفيات، حيث كانت النسبة الأكبر من الإًصابات في مخيم الجلزون بسبب العدد الكبير للسكان والمخالطين للمرضى.

وتُشير سجلات دائرة الإحصاء الفلسطيني إلى أنّ عدد اللاجئين في الضفة الغربية بلغ 800,000 لاجئ فلسطيني يعيش جزء منهم في مخيمات الضفة الغربية البالغ عددها 19 مخيماً وفق الأونروا.

Exit mobile version