تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العسكري على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ128 على التوالي، وسط تصعيد ميداني غير مسبوق، وأسفر هذا العدوان حتى الآن عن تهجير أكثر من 25,000 مواطن، بعد تدمير مئات المنازل وتشريد آلاف العائلات، في ظل استمرار الحصار المشدد وتحويل المخيمات إلى مناطق شبه خالية من الحياة.
ويستمر الاحتلال في فرض حصار قاسٍ على مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث تنتشر قواته داخل الأزقة والحارات، وتمنع الأهالي من الوصول إلى منازلهم أو أخذ مقتنياتهم، وسط إطلاق نار مباشر على كل من يحاول الاقتراب، وشهدت منطقة ضاحية اكتابا صباح اليوم حملة دهم وتفتيش للمنازل، رافقها انتشار كثيف لجنود المشاة، خصوصًا في المناطق المقابلة لمخيم نور شمس، مع سماع أصوات إطلاق نار حي بين الحين والآخر.
وفي سياق متصل، دمّر الاحتلال خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 20 مبنى سكني في مخيم نور شمس، وتسبب في أضرار بالغة للمباني المجاورة. كما سلّم إخطارات هدم فوري لـ58 مبنى سكنيًا في مخيم طولكرم، ضمن خطة موسعة لهدم 106 مبانٍ في كلا المخيمين بهدف تغيير المعالم الجغرافية.
ومع تواصل العدوان، بلغ عدد الشهداء حتى الآن 13 شهيدًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في شهرها الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات المصابين والمعتقلين، وتدمير ما لا يقل عن 400 منزل كليًا و2573 منزلًا جزئيًا، فضلًا عن تهجير أكثر من 5,000 عائلة من كلا المخيمين.
ويواصل الاحتلال إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر الترابية، ما حوّلهما إلى مناطق منكوبة، ويمنع إدخال المساعدات أو حتى مرور الإسعاف، ما يزيد من معاناة السكان في ظل استمرار العدوان.