بيانات سياسية

أكثر من 182 ألف شهيد وجريح في غزة والأونروا تواجه تحديات إنسانية حادة

يشهد قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول لعام 2023 وحتى الآن حرب إبادة جماعية واسعة النطاق تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية.

وتسببت هذه الحرب في خسائر بشرية هائلة مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية.
حجم الخسائر البشرية وتفاصيل المفقودين

وفق وزارة الصحة الفلسطينة في غزة وتقارير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إستشهد ما لا يقل عن 54,607 فلسطينيين وأُصيب 125,341 آخرون بجروح منذ بداية النزاع حتى 4 حزيران 2025، وتجاوز عدد الشهداء والجرحى لاحقا الإجمالي 182 ألف شخص، بينهم غالبية من الأطفال والنساء، مع أكثر من 11 ألف مفقود لا تزال حالتهم مجهولة.


دور الأونروا في القطاع الصحي تحت ظروف قاسية

في القطاع الصحي، تظل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أحد أبرز مزودي الرعاية في غزة، حيث قدمت أكثر من 8.7 مليون استشارة طبية منذ بدء الحرب، منها نحو 800 ألف استشارة خلال فترة ما بعد انهيار وقف إطلاق النار في 18 آذار 2025. تعمل حالياً خمسة فقط من أصل 22 مركزاً صحياً تابعاً للأونروا، إلى جانب مرفقين مؤقتين مستأجرين، ويُعتمد بشكل أساسي على 117 فريقاً طبياً متنقلاً لتغطية الاحتياجات في عدة مناطق من القطاع، منها غزة وخان يونس والمواصي. تواجه هذه الجهود تحديات هائلة بسبب النقص الحاد في الموارد، حيث نفد 47% من المستلزمات الطبية الأساسية، ويُتوقع نفاد 22% أخرى خلال أقل من شهرين، ما يهدد بتوقف الخدمات في حال عدم وصول الإمدادات.


التعليم والدعم النفسي الاجتماعي للأطفال والنازحين

تواصل الأونروا جهودها لتوفير مساحات تعلم طارئة للأطفال رغم الدمار الواسع، حيث استفاد أكثر من 56 ألف طفل، بينهم نسبة كبيرة من الفتيات، من الأنشطة التعليمية والترفيهية داخل 450 مركزاً مؤقتاً أقيمت في 59 مدرسة تحولت إلى ملاجئ. ومن خلال مبادرتها للتعلم عن بعد، تم الوصول إلى 294,621 طفلًا من لاجئي فلسطين. كما نفذت فرق الدعم النفسي والاجتماعي أكثر من 303,000 جلسة دعم شملت نحو 730 ألف نازح، منهم أكثر من 520 ألف طفل. قدمت فرق الحماية خدماتها لأكثر من 2,562 ناجية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، و3,882 طفلًا بينهم 1,849 طفلًا غير مصحوبين بذويهم. كذلك حصل 25,291 من ذوي الإعاقة على دعم نفسي وخدمات تأهيل، وتم توزيع أجهزة مساعدة لنحو 8,500 منهم.


انهيار الأمن الغذائي وسط حصار خانق

في مجال الأمن الغذائي، وزعت الأونروا جولات من الطحين على أكثر من 388 ألف عائلة حتى كانون الثاني 2025، لكن الوضع الغذائي تدهور بشكل دراماتيكي بعد فرض السلطات الإسرائيلية حصاراً خانقاً دام 11 أسبوعاً بين 2 آذار و18 أيار، ما أدى إلى نفاد مخزون الأونروا من الطحين والطرود الغذائية بالكامل وتوقف عمليات التوزيع. بين 1 آذار و19 نيسان فقط، وزعت نحو 270 ألف كيس طحين استفادت منها حوالي 88 ألف عائلة، لكن منذ انهيار وقف إطلاق النار لم تُسلّم المساعدات إلا إلى نحو 15,500 عائلة، وهو رقم ضئيل جداً مقارنة بالحاجة الفعلية التي تزيد على 2 مليون شخص.


المياه والصرف الصحي: جهود مستمرة رغم الإمكانيات المحدودة

تواصل الأونروا تقديم خدمات الطوارئ في مجال المياه والصرف الصحي، حيث توفر يومياً نحو 3 ملايين لتر من المياه، وتجمع أكثر من 200 طن من النفايات الصلبة. بين 15 و28 أيار، وزعت فرق الأونروا أكثر من 28 ألف متر مكعب من المياه للاستخدام المنزلي والشرب، وقرابة 20 ألف قرص كلور لتأمين المياه. جُمعت خلال الفترة نفسها حوالي 2,600 طن من النفايات من مناطق متفرقة في القطاع، ونُظفت 100 فتحة تصريف تخدم نحو 40 ألف نازح. كما نفذت فرق النظافة والتوعية الصحية أكثر من 120 حملة تنظيف و300 جلسة توعية، إلى جانب حملات مكافحة الآفات التي استفاد منها أكثر من 32 ألف شخص، وسط تحذيرات من قرب نفاد مخزون المبيدات بالكامل في معظم المناطق.

تؤكد هذه الأرقام المؤكدة أن الأوضاع الإنسانية في غزة تتجه نحو المزيد من التدهور، في ظل الانهيار شبه الكامل للبنية التحتية الصحية، واستمرار الحصار ومنع دخول المساعدات، وسط غياب أي أفق سياسي يضمن الحماية للمدنيين أو يحول دون كارثة أعمق.

Exit mobile version