قصة وسيرة

أحلام صغيرة تركض فوق المقبرة

في قلب واحد من أكثر المخيمات اكتظاظًا بالسكان في الضفة الغربية، وبين الأزقة الضيقة والمنازل المتراصة، ينبض الأمل فوق مساحة غير متوقعة… فوق المقبرة.

هنا، في مخيم رقم 1 (مخيم العين) بنابلس، أنشئت أكاديمية العين الكروية التابعة لـ مركز شباب المخيم، على ملعبٍ معلق أُقيم فوق مقبرة المخيم، بعد أن عجزت حدود المخيم الضيقة عن احتواء ملعب للأطفال. لا مكان مناسب لممارسة الرياضة، فكانت المقبرة خيارًا اضطراريًا، لكنه تحوّل إلى مساحة تنبض بالحياة.

160 طفلًا من داخل المخيم وخارجه يرتادون الأكاديمية يوميًا، يتعلّمون كرة القدم، ويحملون أحلامًا أكبر من حدود المكان. في كل تمريرة وتسديدة، يتنفس الأطفال بعضًا من طفولتهم المسروقة وسط بيئة تعاني من تكدّس سكاني كبير، وبنى تحتية شبه معدومة، وخدمات رياضية شبه غائبة.

يقول الشاب محمد عمران مدرب في الأكاديمية :”لم يكن معروف أين ممكن أن يلعب أو يتدرب الأطفال، الهدف من الأكاديمية تعزيز روح الرياضة والمشاركة لدى فتيان المخيم”.

يواجه سكان مخيم العين تحديات معيشية يومية. فنقص المساحات العامة، وانعدام المرافق الترفيهية والرياضية، يجعل من كل مشروع مجتمعي — مهما بدا بسيطًا — إنجازًا مهمًا يعكس إرادة الحياة في ظل القهر والحرمان.

“وأشار الطفل أيوب من المخيم إلى أنه طالما انتظر إنشاء ملعب في مخيمه لممارسة حلمه بلعب كرة القدم.”

رغم بساطة الإمكانيات، تواصل أكاديمية العين رسالتها. فهي ليست مجرد مكان لتعليم كرة القدم، بل منصة لبناء الثقة، وتعزيز الانتماء، وتحقيق الحلم، ولو من فوق ركام الاضطرار.

YouTube player
Exit mobile version