مجتمعية

شباب بنحب المخيم: مبادرة تطوعية تواجه أزمة النزوح في مخيم طولكرم

الخطيب لـ”منصة من المخيم”: نواصل العمل رغم العدوان وشح الموارد.. والنازحون يحتاجون لتدخل وطني عاجل

من بين ركام البيوت وأصوات الرصاص والهدم، في مخيم طولكرم، برزت مبادرة شبابية تطوعية تحمل إسم “شباب بنحب المخيم”، يقودها عشرات المتطوعين من أبناء المخيم، في محاولة للتخفيف من معاناة آلاف العائلات النازحة قسرًا من منازلها.

انطلقت المبادرة منذ الأسبوع الأول للعدوان، وجاءت استجابة مباشرة لحالة الطوارئ في إدارة الأزمة الإنسانية. وسرعان ما توسعت لتشمل اليوم أكثر من 60 متطوعًا ومتطوعة يعملون يوميًا على تقديم تدخلات إغاثية عاجلة.

وقال الناشط في مجموعة “شباب بنحب المخيم” محمد الخطيب في تصريح خاص لـ”منصة من المخيم”: “تشكّلت مجموعتنا خلال الأسبوع الأول من العدوان على مخيم طولكرم، بمبادرة من شباب وشابات المخيم، بهدف الاستجابة لاحتياجات العائلات التي فرت تحت القصف. ومع اتساع رقعة العدوان ليشمل مخيم نور شمس، انضمت إلينا طاقات شبابية جديدة من هناك، وبات عددنا يتراوح بين 60 إلى 70 متطوعًا ومتطوعة.”

وأضاف”نحن نواجه تحديات كبيرة في ظل شُح الموارد، ومع ذلك نواصل العمل الإغاثي والإيوائي بشكل يومي. لكن الأزمة أكبر من جهودنا، لذلك نُطالب الجهات الرسمية الفلسطينية والدولية بتحمل مسؤولياتها، والضغط الفعلي لوقف هذا العدوان المتواصل، وتمكين العائلات من العودة إلى منازلها.”

كما دعا الخطيب عبر منصة “من المخيم” أصحاب البنايات السكنية في المدينة إلى الوقوف إلى جانب النازحين، والتوقف عن استغلال معاناتهم من خلال رفع الإيجارات، مضيفًا: “في هذا الظرف الاستثنائي، نحتاج إلى تكافل مجتمعي حقيقي، لا إلى مضاعفة معاناة الناس.”

وناشد جميع الجهات ذات العلاقة، الرسمية والمجتمعية، أن تتحمل مسؤولياتها بشكل واضح، لأن الكارثة الإنسانية في مخيمي طولكرم ونور شمس باتت تتطلب تحركًا وطنيًا شاملًا.

يُشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على طولكرم ومخيميها دخل يومه الـ136، وأسفر عن نزوح نحو 25 ألف مواطن من منازلهم بشكل قسري، إلى جانب استهداف البنية التحتية بشكل ممنهج، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وتدمير واسع للمنازل والطرقات.

كما وثّقت المؤسسات الحقوقية عشرات الشهداء والجرحى، واعتقال المئات خلال حملات مداهمة ليلية، وسط غياب أي ممرات آمنة أو تدخلات دولية فاعلة، ما يُفاقم من حجم الكارثة الإنسانية المستمرة في المنطقة.

Exit mobile version