قصة وسيرة

ثلاثة أمتار غيّرت حياة كاملة

يروي أسيد محفوظ، “17 عاما” من مخيم عسكر الجديد للاجئين، أنا لاجئ فلسطيني كنت دايمًا عندي طموحات كبيرة وأحلام ما بتنتهي. بحب أركب الخيل، وكأنّي بعيش لحظات حرية وأنا على ظهرها. السباحة كمان.

ويضيف لمنصة “من المخيم” قبل شهرين تعرضت لإصابة من الجيش، والحمد لله انتهت ببتر ساقي. صحيح أن أشياء كثيرة أصبحت ممنوعة عني الآن، لكني أحاول بكل جهدي أن أعيش حياتي اليومية بشكل طبيعي.

اليوم الذي تغيرت فيه حياتي كان قبل شهرين، كنت واقفاً عند باب المخيم مع أصدقائي، وفجأة اقتحم الجيش المنطقة بشكل مفاجئ. أردت أن أرى ما يجري من على بعد 3 أمتار فقط، وفي لحظة، أطلق أحد الجنود رصاصة أصابت ساقي. وبعد ثوانٍ معدودة، انفجر بالقرب مني جسم مشبوه، وطارت ساقي في الهواء، وأصبت بحروق في يدي وصدري. ثلاثة أمتار غيّرت حياتي.

وجد أسيد نفسه امام تحد صعب قد يواجهه في عمره الصغير، حيث تقف إلى جانبه مؤسسات عديدة لمساعدته على النهوض، وفي طليعة هذه المؤسسات، مركز التطوير المجتمعي في مخيمه، الذي يدعمه في توفير طرف صناعي، يساعده على إستعادة بعض من إستقلاليته، ويظل متمسكاً بأحلامه وطموحاته.

من جانبه أشار رئيس مركز التطوير المجتمعي إلى أن أسيد حالتها حرجة، وجلب الطرف الصناعي له ليس بالسهل، المركز يعمل جاهداً مع أكثر من جهة مساعدة، موضحاً أن جمعية إغاثة أطفال فلسطين “مجموعة مؤسسات فرنسية” والتي تهتم بمساعدة ودعم الشعب الفلسطيني، ستقدم الطرف الصناعي لأسيد، وأضاف أن جميع الأشخاص من ذوي الإعاقة بالمخيم يستطيعون اللجوء إلى مركز التطوير مؤكداً على مساعدتهم.

أسيد كان شغوفاً بالخيول يقضي ساعات طويلة، بممارسة الفروسية، كانت تشعره بالحرية، وتمنحه حرية التعبير عن ذاته، لكن حلمه اليوم أصبح بعيداً، ورغم هذا الواقع الجديد لم يستسلم، بل بدأ مساراً جديداً مليئاً بالتحدي، والإصرار محاولاً التأقلم بروح قوية وصبر عظيم.

YouTube player
Exit mobile version