1 يوليو، 2025
نابلس - فلسطين
أزمة الوقود كيف يمكن أن تؤثر على المخيمات الفلسطينية ؟
سياسية قصة وسيرة

أزمة الوقود كيف يمكن أن تؤثر على المخيمات الفلسطينية ؟

مخيم بلاطة نموذجاً

في مشهد يعيد إلى الأذهان أزمات الحصار والقلق الوجودي، تقف مدينة نابلس اليوم أمام أزمة وقود خانقة قلبت تفاصيل الحياة اليومية رأسًا على عقب، وفرضت على سكانها، خاصة في المخيمات – واقعاً أشد قسوة.

بدأت الأزمة عقب التصعيد الإقليمي الناتج عن القصف الإسرائيلي لإيران، ما ولّد حالة من الهلع لدى المواطنين، تجسّدت في طوابير طويلة أمام محطات الوقود التي سرعان ما فرغت خزاناتها خلال ساعات. ومنذ ذلك الوقت، تشهد المدينة وأطرافها، بما فيها القرى والمخيمات، طوابير يومية، وظهور سوق سوداء بأسعار تفوق القدرة الشرائية لغالبية المواطنين.

اللاجئون في عين العاصفة… مخيم بلاطة نموذجاً

يعتبر مخيم بلاطة أكبر مخيمات الضفة الغربية وأكثرها اكتظاظًا، يتضاعف وقع الأزمة فيها . فالحياة هنا كانت أصلاً على حافة الصعوبات، وأزمة الوقود جاءت لتزيد منسوب القلق والضياع بين السكان، لا سيما الشباب والعائلات الفقيرة.”نعيش شللاً حقيقيًا”، رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم عماد زكي، حذرمن جهته، من التداعيات الخطيرة للأزمة، قائلاً:”ما يحدث اليوم ليس مجرد نقص في الوقود، بل تهديد حقيقي للحياة اليومية. الشباب لا يجدون عملًا، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من نسبطة البطالة، والمرضى يعانون للوصول إلى المشافي.

يقول الشاب كايد خفش، أحد سكان المخيم، نحن نشعر أننا محاصرون، ولسنا جزءًا من هذا العالم، مضيفاً: “الناس خايفة وبتفكر الأمور تتطور وترجع نكبة ثانية بحقنا كلاجئين”.

تصريحات رسمية لا تطفئ القلق

ورغم إعلان هيئة البترول الفلسطينية أن الإمدادات مستمرة، إلا أن الواقع على الأرض يعكس هذا التصريح بالنسبة لأهالي نابلس، الذين لا يزالون يصطفون يوميًا بحثًا عن ليترات معدودة. في الوقت نفسه، ترتفع الأسعار في السوق السوداء، ما يفتح الباب أمام استغلال، ويخشى اقتصاديون أن تتسبب الأزمة في موجة جديدة من ارتفاع الأسعار، وتراجع فرص العمل، وزيادة نسب الفقر والبطالة، خصوصًا بين اللاجئين والشباب.