من غرفة منزل صغير في أحد الأزقة الضيقة في مخيم عسكر الجديد للاجئين، ووسط ضجيج الحياة وتحديات الواقع، تعمل رهام الغول “20 عاماً” على مشروع خاص حاملة معها حلم كبير.
تعاني رهام من إعاقة حركية تتمثل في ضعف في العضلات وعدم توازن، إلى جانب شد في الأوتار وضعف في الأعصاب، مما يجعل من المهام اليومية تحديًا حقيقيًا. ورغم هذه التحديات، لم تتوقف يومًا عن الحلم أو عن السعي لبناء مستقبلٍ مختلف، وأطلقت مشروعها الفني المتخصص في الطباعة على الهدايا والأكواب والتيشيرتات. هو ليس مجرد مشروع عمل منزلي، بل مساحة للتعبير عن الذات ومحاولة لبناء استقلال اقتصادي وسط ظروف معيشية صعبة.
لكن الطريق ليس سهلاً، فعملية الطباعة – خاصة مرحلة الكبس – تتطلب مجهودًا عضليًا وزمنيًا دقيقًا. وبسبب التحديات الجسدية التي تواجهها، تجد رهام صعوبة في إنجاز هذه المرحلة بنفسها، مما يجعلها تعتمد في بعض الأحيان على دعم إخوتها. لكنها تؤمن بأن مشروعها يستحق النمو، وتطمح لأن تملك جهاز الطباعة بالكبس الذي سيسهل عليها كثيرًا من العمل.
تقول رهام: ““بدأت مشروعي رغم عدم توفر الإمكانيات، لأنه عندي شغف بالفن والطباعة. بصمّم هدايا، وبحاول أطور نفسي خطوة خطوة.”
مشيرة في حديثها لمنصة “من المخيم” إلى أنها تأمل في الحصول على دعم لشراء المعدات اللازمة وتوسيع نطاق عملها، مؤكدة أن الكثير من الشباب في المخيم يملكون طاقات كبيرة، لكن تنقصهم الفرص، وأن مشروعها ليس فقط مصدر دخل بسيط، بل مساحة لتحقيق الذات وبناء مستقبل أفضل.
وتضيف:”هدفي أكون منتجة، وأعتمد على نفسي، وأكبر مشروعي. إحنا مش أقل من غيرنا، بس بدنا فرصة نثبت حالنا”، تختم حديثها بابتسامة رغم التعب”.
قصة رهام ليست فقط عن التحديات الجسدية أو الاقتصادية، بل عن امرأة فلسطينية تصنع الأمل وسط الركام، وتصر على أن تكون جزءًا فاعلًا من مجتمعها رغم كل شيء. قصتها رسالة لكل من يعتقد أن الحواجز لا تُكسر، ولعلّها تكون بداية لفرص جديدة ودعم تستحقه.