أصدرت مجموعة من المؤسسات الحقوقية والشبكات الفلسطينية، ومنها شبكة بديل/لمركز الفلسطيني لحقوق المواطنة واللاجئين والشبكة العالمية للاجئين والمهجّرين الفلسطينيين، رسالة مفتوحة تدعو القيادة الفلسطينية وكافة القوى السياسية والمؤسسات الرسمية والشعبية إلى التحرك العاجل لمواجهة المخاطر التي تهدد استمرار عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
تأتي هذه الدعوة على خلفية سلسلة من التشريعات الإسرائيلية الأخيرة التي تسعى إلى حظر عمل الأونروا في الأراضي الفلسطينية بحدودها الانتدابية، مما يمثل جزءاً من حملة مستمرة منذ عقود تهدف إلى إضعاف الأونروا عبر تقليص تمويلها وتجريم نشاطها وتشويه سمعتها دولياً.
كما أشارت الرسالة إلى دور الإدارات الأمريكية المتعاقبة في هذا المشروع، حيث دعمت إدارة بايدن الحالية، كسابقاتها، الجهود الرامية إلى تصفية الأونروا وتقليص دورها، مانعةً أي خطوات أممية أو دولية فعلية لحماية الوكالة.
وفيما يلي نص الرسالة:-
لأنّ التّشريعات الإسرائيليّة الأخيرة بشأن حظر عمل الأونروا في فلسطين بحدودها الانتدابيّة ما هي الّا جزء من حملة منظمة بدأت منذ عقود؛ حيث شملت عرقلة وتقييد عمل الاونروا، وتجفيف مصادر تمويلها، وشيطنتها وتجريمها، وإلغاء تفويضها ونقل مهماتها إلى جهات أخرى، وبالتالي إسقاط المسؤوليّة الدّوليّة عن قضيّة اللّاجئين وحقوقهم؛
ولأنّ الإدارات الامريكيّة المتعاقبة – بما فيها إدارة بايدن القائمة، وإدارة ترامب السّابقة والمرشحة – منخرطة في مشروع تصفية الاونروا وحقوق اللّاجئين الفلسطينييّن، ولأنّها ما زالت تحول دون اتّخاذ خطوات أمميّة عمليّة لحماية الاونروا؛ بل وتعمل على منع الدّول منفردة من اتّخاذ خطوات جدّيّة توقف مشروع التّصفية الجاري؛
ولأنّ منظومة الاستعمار والفصل العنصريّ الإسرائيليّة تراهن؛ لإنجاح تشريعاتها الأخيرة، على انخراط الدّول والسّلطات المُضيفة، والهيئات الأمميّة غير الاونروا، ومؤسسات دولية وأخرى محليّة في برامج ملء الفراغ الجسيم الذي سيخلفه منع الأونروا من أداء مهماتها في فلسطين بحدودها الانتدابيّة؛
ولأنّ انخراط تلك الأطراف في إدارة الفراغ الناشئ؛ سواء بدعوى القيام بعمل إنسانيّ و/او بدعوى ضرورة سدّ حاجات اللّاجئين الملحّة، سيمكّن منظومة الاستعمار العنصريّ من مواصلة سياسة نقل عبء جرائمها ومسؤوليّتها إلى الغير؛
ولأنّ نجاح حملات المناصرة والتّضامن والضّغط الدّوليّة ستكون غير فاعلة وبلا جدوى إنْ لم يتوافر موقف فلسطينيّ رسمي واضح واستراتيجي يواجه فعليّا تنصّل منظومة الاستعمار والفصل العنصريّ من مسؤوليّتها تجاه اللّاجئين؛
ولأنّ العجز الدّولي والأمميّ أمام تواطؤ الدّول الغربيّة المتنفّذة يستدعي استنهاض كلّ الجهود الفلسطينيّة الرّسميّة والشعبيّة لمواجهة هذا المشروع؛ فإنّنا ندعو منظمة التحرير الفلسطينية وكافّة القوى السّياسيّة الوطنيّة والإسلاميّة والسّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة إلى الإعلان رسميا وفورا عن:
- رفض تحمّل مسؤوليّة إدارة الفراغ النّاشئ، أو الّذي سينشأ، عن منع الأونروا من أداء مهمّاتها، مهما بلغت المغريات المادّيّة وما يرافقها من وعود سياسيّة مضلِّلة، ورفض الحلول محل الاونروا بذريعة تسيير الأمور لتلبية الحاجات الملحّة للّاجئين؛
- عدم التّعاطي مع إجراءات نقل مهمّات ومسؤوليات الأونروا إلى هيئات أمميّة أخرى؛ سواء كان ذلك بذريعة التّخصص، أو المشاركة والتّعاون، أو إدارة الأزمة النّاشئة مؤقتا، ومطالبة الأمين العام للأمم المتحدة السّيّد أنطونيو غوتيريش باتّخاذ نفس الموقف؛ لأنّ نقل المهمّات، ولو مؤقتا، يعني نجاح مشروع تصفية الاونروا.
- حظر قيام المؤسسات الدّوليّة الحكوميّة و/أو غير الحكوميّة بتنفيذ مهام ومسؤوليات الاونروا؛
- تجريم تعاون المؤسّسات الفلسطينيّة الرّسميّة والأهليّة والهيئات واللّجان المحليّة والشّركات الخاصّة والأفراد مع أيّة سلطة أو هيئة أمميّة أو مؤسّسة دوليّة غير الاونروا تقحم نفسها في مجال تنفيذ مهمّات الاونروا.
الاونروا وخدماتها حقّ للّاجئين حتّى العودة.