9 مايو، 2025
نابلس - فلسطين
إبراهيم يعزف للحياة… رغم الضيق
حياة

إبراهيم يعزف للحياة… رغم الضيق

من مخيم بلاطة للاجئين، تتلاصق البيوت وتتشابك الأصوات والهموم اليومية، لكن رغم كل هذا الضيق، وُلدت نغمة مختلفة، نغمة “البيانو”، أبدع فيها اللاجئ الفلسطيني أحمد حشاش.

بدأت حكاية إبراهيم في بيئة مزدحمة لا تمنح الكثير من الخصوصية أو المساحات، لا للعزف ولا حتى للتعلم بهدوء. في البداية، واجه صعوبات جمّة، ليس فقط في تعلُّم العزف على البيانو، بل في تحمل نظرات الاستغراب من محيطه، حيث لم يكن صوت الآلة مألوفًا، بل مزعجًا أحيانًا بسبب تلاصق البيوت وضيق الأزقة في المخيم. لكن رغم ذلك، لم يُطفئ الإزعاج شغفه. لم تمنعه الظروف، ولا الانتقادات، ولا حتى بساطة الإمكانيات من أن يواصل.

يشير إبراهيم في حديثه لمنصة “من المخيم” إلى أن رغم الظروف الصعبة التي عاشها داخل المخيم، ظلّ شغفه بآلة البيانو قويًا، ويعتبر كل نغمة يقدمها تجسيدًا لقصة صموده وأمله في مستقبل أفضل، قائلاً: “أنا بحب آلة البيانو كثير، وبرغم كل التحديات، قدرت أطور موهبتي”.

عائلة تحب الموسيقى

وجد إبراهيم في والده، وهو موسيقي أيضًا، أول الداعمين. لم يكن وحده في هذا الطريق، بل كان محاطًا بعائلة فهمت قيمة الفن، وآمنت أن الصوت الجميل يمكنه اختراق الضيق، وأن النغمة يمكنها أن تُشعل أملاً وسط الرماد.

من زقاق المخيم إلى المسارح

بعد سنوات من العزف والمثابرة والتطوير الذاتي، أصبح إبراهيم اليوم يعزف في مهرجانات وحفلات متنوعة بعدة مدن فلسطينية بالضفة، رغم ذلك يطمح للوصول إلى العالمية. وتشكل كل حفلة يشارك فيها بالنسبة له مساحة حرّة للتعبير عن نفسه، علماً أن الموهبة لا تحتاج إلى إمكانيات فاخرة أو بيئة مثالية، بل إلى شغف حقيقي وصبر طويل.

قصة إبراهيم حشاش تُبرز الوجه الآخر لمخيم بلاطة؛ “الوجه المشرق”، الإبداع، والإصرار على الحياة رغم كل الصعاب.