بين الأزقة الضيقة، وعلى وقع أقدام الأطفال الباحثين عن الأمل وسط ظروف صعبة، تعمل جمعية “إسعاد الطفل الفلسطيني” يوميًا على رعاية الأطفال الأيتام والمحتاجين، إيمانًا منها بحق كل طفل في حياة كريمة، حيث تتابع بشكل مباشر أوضاع أكثر من 150 طفلًا من المخيم، وتركز على دعمهم في رحلتهم التعليمية. مع بداية كل فصل دراسي، وتوزع الحقائب المدرسية والقرطاسية، وتعمل على توفير بيئة تعليمية مساندة رغم الظروف الصعبة.
ولا تكتفي بالرعاية التعليمية فقط، بل تنظم أيضًا فعاليات ثقافية ودينية، وتقدم جوائز تشجيعية، خاصة للأطفال من ذوي الهمم، لتمنحهم شعورًا بالاندماج والتقدير، ورغم ضيق المكان، تنظم الجمعية معسكرًا سنويًا للأطفال الأيتام. ورغم الإمكانيات البسيطة، يتحول هذا المعسكر إلى فسحة من الفرح، ينسى فيها الأطفال همومهم لبعض الوقت.
قلوب واسعة رغم المساحة الضيقة
يقول مدير العلاقات العامة في الجمعية إبراهيم حبوش، في حديثه لمنصة “من المخيم” أن الجمعية تعمل بشكل مستمر على بناء شراكات دائمة مع مؤسسات المجتمع المحلي والجهات الحكومية، بهدف تعزيز الدعم المقدم للأطفال الأيتام والمحتاجين في المخيم. وأوضح أن الجمعية تواجه عدة تحديات، أبرزها ضيق المقر الحالي الذي لا يستوعب الأعداد المتزايدة من الأطفال المنتفعين من خدمات الجمعية، إضافة إلى نقص واضح في المساحات المخصصة للعب والترفيه، وهو ما يؤثر على جودة الأنشطة والخدمات المقدمة.
وأضاف: “نناشد الجهات المانحة، سواء كانت رسمية أو أهلية، بضرورة التدخل ودعم هذه الفئة المهمشة، التي تعيش ظروفًا استثنائية تحت الاحتلال، ما يزيد من حجم الضغوط النفسية والاجتماعية على الأطفال.”
العاملون في جمعية إسعاد الطفل الفلسطيني لا يملكون موارد كبيرة، لكنهم يعوضونها بقلب كبير، وساعات طويلة من العمل التطوعي، وإيمان قوي بأن كل طفل يستحق الفرصة.