7 ديسمبر، 2025
نابلس - فلسطين
رسائل من مخيم بلاطة.. شباب مركز يافا يفتحون نافذة تواصل نحو إيطاليا
قصة وسيرة

رسائل من مخيم بلاطة.. شباب مركز يافا يفتحون نافذة تواصل نحو إيطاليا

داخل إحدى غرف مركز يافا الثقافي، جلس مجموعة من اليافعين والشباب يراجعون كلماتهم الأخيرة قبل إرسال رسالةٍ أرادوها مختلفة. لم تكن مجرد خطاب عابر، بل خطوة أولى في مشروع إعلامي وثقافي يسعى لربط حياة المخيم بحياة شبان وطلبة في إيطاليا، وتقديم صورة واقعية عن يوميات اللاجئين وتطلعاتهم.

جاءت المبادرة ضمن مشروع الخطاب الإعلامي لمخيم بلاطة، ومشروع الترويج الإعلامي لحياة المخيم والشباب، إضافة إلى شراكة ثقافية وإعلامية مع عدد من المدارس والمجتمعات الإيطالية. ويشرف على تنفيذ هذه المشاريع مدير وحدة الإعلام والعلاقات العامة في مركز يافا الثقافي الصحفي عبد الرحيم قوصيني، الذي يرى في هذا التواصل فرصة لتوسيع الرواية الفلسطينية خارج حدود المخيم.

في حديثه لمنصة “من المخيم”، أوضح قوصيني أن فكرة المشروع بدأت بعد زيارة وفد إيطالي ضم نحو 50 شخصية من معلمين ومثقفين وصحفيين، حيث جرى العمل على تعزيز التواصل بين طلبة المخيم وطلبة مدن إيطالية.

وأضاف أنه قرر إنتاج سلسلة فيديوهات قصيرة تتضمن رسائل من أطفال المخيم، يتحدثون فيها باللغة الإنجليزية السليمة عن واقع اللجوء، وظروف الحياة اليومية داخل المخيم، وتأثير السياسات الإسرائيلية القائمة على الفصل والتمييز، إلى جانب التعبير عن آمالهم وأحلامهم وما يطمحون أن يكونوا عليه في المستقبل.

في تلك الجلسة، كان الشباب يختارون بعناية ما يريدون قوله: كيف يعيشون، ماذا يحلمون به، وكيف يحاولون عبر الأنشطة الثقافية والفنية أن يصنعوا فسحة أمل وسط واقع مزدحم بالتحديات. أرادوا أن تصل رسالتهم إلى طلبة إيطاليا كباكورة للتشبيك المستمر، ولتفتح بابًا لحوارات جديدة حول الثقافة والهوية والتجارب الإنسانية المشتركة.

مصطفى مصطفى لاجئ من مخيم بلاطة يقول في رسالته: “أعيش في مخيم لجوء، ونعيش في سجن بالضفة الغربية، لا نستطيع الخروج بسهولة، لدينا الكثير من الأحلام والرغبات نريد تحقيقها في حياتنا، لدينا امال للمستقبل، لكن تحقيق كل هذه الأحلام ليس سهل كما يجب أن يكون، بسبب الأوضاع. الوضع الإقتصادي ينهار، أن يكون لديك أحلام في فلسطين، يعني أن يكون لديك أجنحة وقد طالت أجنحتي كثيراً وأردت أن أحلق عالياً جداً.

حين إكتملت الرسالة، شعر الفريق بأنهم وضعوا حجر الأساس لجسرٍ جديد؛ جسر يبدأ بكلمات بسيطة لكنه يمتد نحو علاقة دائمة بين شباب المخيم وشباب العالم. ففي بلاطة، لا تُكتب القصص فقط لتُروى، بل لتصنع مستقبلًا أوسع مما تسمح به جدران المكان.