20 سبتمبر، 2024
نابلس - فلسطين
لاجئة أسيرة ثم شهيدة..حكاية ابتسام الكعابنة
من المخيم

لاجئة أسيرة ثم شهيدة..حكاية ابتسام الكعابنة

دقائق تحبس الأنفاس، لحظاتٌ مؤلمة عندما شاهدت عائلة الشهيدة ابتسام الكعابنة مقطع فيديو تم تناقله على التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي مع خبر استشهاد ابنتهم، يوم السبت الموافق 12/6
تروي والدة الشهيدة ما حدث: “حضرت الفيديو أكثر من مرة، من لما شفتها عرفتها من لبستها، هاي ابتسام بنتي، عرفت إنها هي الشهيدة الي بحكوا عنها بالإعلام”.
هكذا تلقت والدة ابتسام كعابنة وعائلتها نبأ استشهاد ابنتهم، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار صوب الشهيدة، على حاجز قلنديا العسكري وجعلوها تنزف دون السماح للطواقم الطبية لمحاولة إسعافها.
وكعادته الاحتلال فدائما يسارع على فتح نار بندقيته صوب أي مواطن فلسطيني مدعياً محاولته تنفيذ عملية، بينما تثبت المشاهد المصورة بأن ابتسام كانت تبعد عشرات الأمتار عن جنود الاحتلال.

ابتسام خالد صالح كعابنة مواليد عام 1994، من مخيم عقبة جبر في مدينة أريحا، لاجئة فلسطينية من منطقة تل عراد في بئر السبع المحتل، وهي أم لطفلين، ليان تبلغ من العمر سبعة أعوام وحسن يبلغ من العمر خمسة أعوام ونصف، حرمهم الاحتلال من والدتهم.
منذ يوم الاستشهاد إلى هذه اللحظة وهم في بيت والدهم، وعائلة ابتسام لا تدري كيف ستبلغهم خبر استشهاد والدتهم، وكيف سيجيبونهم على سؤالهم عن والدتهم عند زيارتهم لهم.
لينا الكعابنة شقيقة الشهيدة تقول: “كل من صادف ابتسام يحبها، فهي طيبة القلب، وتحب الجميع، وهي بسمة بيتنا وشمعته، رحيل ابتسام حرق قلوبنا”.
مازلت عائلة الشهيدة ابتسام الكعابنة تنتظر الإفراج عن جثمان ابنتهم لإلقاء نظرة الوداع عليها ودفنها، وذلك أبسط حقوق الإنسان الذي تُحرم منه العائلات الفلسطينية.
سلوى حماد من حملة استرداد جثامين الشهداء تقول “إن الاحتلال الإسرائيلي يحجتز ٧٩ جثمان لشهداء فلسطينيين من عام ٢٠١٥ إلى اليوم من ضمنهم جثمان الشهيدة ابتسام الكعابنة، بالإضافة إلى ٢٥٤ شهيد في مقابر الاحتلال، لم تسلم جثامينهم إلى عوائلهم.

يذكر أن الشهيدة ابتسام الكعابنة هي أسيرة محررة، أعتقلت بتاريخ ٢٧/٨/٢٠١٦، قضت عام ونصف العام في سجون الاحتلال، تعرضت خلال هذه المدة إلى أشد أنواع الضغط النفسي بسبب ضغوط الأسر بالإضافة إلى خوفها على أطفالها، مما أضطرها لتناول مهدئات وعقاقير مسكنة، حيث تحررت ابتسام الكعابنة في بداية عام ٢٠١٨.

إعداد: فاطمة حماد

تحرير: ولاء أبوبكر