الكاتب: خليل العلي
ليس الألم هو ما يُخيف الفلسطيني، فقد اعتاده، لكنّ تفشي جائحة كورونا زاد من ألمه في ظل عجزه عن تأمين أبسط حقوقه، في لبنان، وضع ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس القطاع الصحي أمام تحدٍّ كبير، فما بالك بالمخيمات الفلسطينية المعزولة والمهمشة أصلاً؟!
وعلى الرغم من الإجراءات الوقائية التي اتخذتها المخيمات الفلسطينية في لبنان لتفادي انتشار الفيروس، فقد سُجّلت مئات الإصابات في مختلف المخيمات، ما أدى إلى إعلان الاستنفار لمواجهة الوباء، وقد شارفت القدرة الاستيعابيّة للمستشفيات على بلوغ الحد الأقصى، خصوصاً لناحية توفّر الأسرّة في وحدات العناية المركّزة.
وفي هذا السياق، يقول رئيس قسم الصحّة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في لبنان، عبد الحكيم شناعة: “منذ انتشار الفيروس، أطلقت الأونروا حملات توعية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، بالإضافة إلى حملات تعقيم، وأنشأت مراكز حجر للحالات المصابة، من بينها مركز حجر صحي في كلية سبلين التابعة للأونروا (جنوب بيروت).
بالإضافة لذلك جُهّزت مدرسة السمّوع في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، بالتعاون مع منظمة “أطباء بلا حدود”، ومركز ثالث في مخيم البص في صور (جنوب لبنان) بالتعاون مع المؤسسة الأميركية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا) ومنظمات دولية أخرى.
ويضيف شناعة: “بعد بدء تفشي كورونا في المخيمات، تعاقدنا مع وزارة الصحّة اللبنانيّة لاستقبال الحالات الفلسطينيّة على نفقتنا في المستشفيات الحكومية، بحسب تسعيرة وزارة الصحة، وتقديم الأدوية المعترف بها من قبل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
كما اتُفق مع الوزارة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومختبرات خاصة على إجراء فحوص كورونا مجاناً للمصابين والمخالطين على نفقة “الأونروا”.
عام دراسي صعب لتلاميذ «الأونروا»
ويلفت شناعة إلى أنّ عدد الإصابات النشطة للفلسطينيين في لبنان حتى يوم 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بلغ 437 إصابة، من بينها 231 إصابة داخل المخيمات، و206 إصابات خارجها، في حين بلغ عدد الوفيات 29، أما العدد التراكمي فقد وصل إلى 1217 إصابة.
ويقول شناعة: “نقوم بكلّ ما يلزم من أجل إبقاء الأمور تحت السيطرة، مع متابعة يومية لرصد الإصابات في صفوف اللاجئين، ومتابعة وضعهم الصحي من قبل فرق طبيّة وتمريضية متخصصة تابعة للأونروا في كلّ مخيم ومنطقة، حيث اتفقنا مع الصليب الأحمر اللبناني على نقل المصابين من داخل المخيمات بعدما كان محظوراً عليه الدخول”.
ويختم شناعة حديثه قائلاً: “حاولنا قدر الإمكان تأخير دخول الفيروس إلى المخيمات، علماً أنه تم تسجيل إصابات في عدد من المدن اللبنانية قبل المخيمات، والمطلوب تضافر الجهود بدءاً من الفرد نفسه، في تحمل مسؤولية حماية نفسه وعائلته ومجتمعه، وعلينا جميعاً أن نكون متعاونين؛ من الأونروا إلى البلديات والمحافظات والمنظمات الدولية والمحليّة من أجل مواجهة هذا الفيروس ووضع حد لانتشاره والتغلب عليه”.
وفي مدينة صيدا، يقع مستشفى الهمشري التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، وهو أحد أكبر المستشفيات الفلسطينيّة في لبنان، وقد اتخذ إجراءات خاصة منذ بداية الجائحة، بحسب مديره رياض أبو العينين.
و يوضح أبو العينين: “منذ بداية أزمة كورونا، بدأنا العمل في إطار خطة واسعة لتغطية تكاليف فحوص كورونا (PCR) للمشتبه بإصابتهم والمرضى، واشترينا جهاز فحص بالتعاون مع سفارة فلسطين في بيروت، وكنّا من الأوائل في مدينة صيدا الذين يملكون هذا الجهاز”.
ويكمل “حالياً نقوم بإجراء الفحوص للفلسطينيين داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في المدن، في مختلف أنحاء لبنان، خصوصاً حين تكون هناك حاجة لإجراء فحوص لمخالطي مرضى كورونا، وقمنا بذلك من جنوب لبنان إلى شماله بالإضافة إلى البقاع (شرق)”.
“أونروا”: وفاة 4 لاجئين فلسطينيين بفيروس كورونا في لبنان
يضيف أبو العينين أنّه تم تجهيز غرف عزل خارج المستشفيات التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني مع اتخاذ كافة إجراءات الوقاية، كما تم تدريب الطواقم الطبيّة والتمريضيّة للتعامل مع المرضى الوافدين إلى المستشفى والمشتبه بإصابتهم بالفيروس، وبدأنا تجهيز الطابق الخامس من مبنى المستشفى لاستقبال مرضى كورونا ومعالجتهم داخل المستشفى ليكون أول مركز علاج فلسطيني في لبنان لمرضى كورونا.
ويشير أبو العينين إلى أن الطابق يتّسع لـ 24 مريضاً وقد أنشئ مصعد خارجي معزول لنقل المصابين، واتفقنا مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني على تجهيز الطابق بالمعدات الطبية اللازمة، مع ازدياد أعداد المصابين الفلسطينيين داخل وخارج المخيمات، وأصبحت الحاجة أكثر إلحاحاً، خصوصاً أنّ المستشفيات اللبنانية التي تستقبل مرضى كورونا لم تعد لديها أسرّة كافية لاستقبالهم”.
المصدر: العربي الجديد
تحرير: ولاء أبوبكر