لم يتوقع سميح وريان أن صور خطوبتهما التي التقطت داخل أزقة مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ستحقق كل هذه الشهرة والانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي وسائل إعلام عربية.
.. “انقطع الانترنت نصف ساعة، وبعد عودة الاتصال فوجئا بعشرات المشاركات للصور وعبارات التهنئة” ..
يتحدث سميح عن اللحظات الأولى بعد تحميل الصور مساء الأحد، على حساب خطيبته ريان في فيسبوك، قائلاً: “ما كنا متوقعين إنه يصير هيك تفاعل”، أول حد نشر صورنا قالت لي ريان سميح ليك في حدا نشر صور خطوبة ناس ثانيين”.
كعادة الحياة في المخيم، قُطِعَ الإنترنت بعد أول عملية مشاركة لصورهما، وما إن عاد الاتصال بالإنترنت بعد نصف ساعة حتى فوجئوا بعشرات المشاركات والنشر لصورهما مع عبارات التهنئة والأمنيات لهما بحياة سعيدة، وحتى نشر هذه القصة زاد حجم التفاعل مع الصور عن 570 مشاركة.
سميح محمود (23 عامًا)، لاجئ فلسطيني يعيش في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، هُجرت عائلته خلال حرب النكبة من صفد إلى مخيم اليرموك في سوريا، ثم تشردوا مرة ثانية عام 2013 نتيجة الصراع في سوريا إلى لبنان.
أما ريان سكر (24 عامًا)، فهي لائجة فلسطينية تتقاسم مع محمود شبرًا أو أكثر من مخيم شاتيلا، وأصلها من يافا.
.. “يعود أصل سميح إلى صفد، أما ريان فأصلها من يافا، وقد جمعتهما علاقة حب لثلاث سنوات” ..
جمعت بين سميح وريان علاقة حب بدأت قبل ثلاث سنوات، لكن تعارفهما كان في عام 2016 خلال ورشة تدريب في الصحافة مع الأكاديمية الألمانية “دويتشه فيليه” في لبنان.
يوم 24 حزيران/يونيو من العام 2017، بدأت علاقة حب تنمو بينهما، وتكللت بالخطوبة في نفس اليوم من العام 2020، بعد معارضة من الأهالي بسبب فارق السن بينهما.
يعمل سميح الآن صحفيًا في منصة إعلامية متخصصة بقضايا اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان.
يُبين سميح، أن ريان عرضت عليه القيام بجلسة تصوير داخل أزقة مخيم شاتيلا، لكنه عارض فكرة التصوير من أصلها بغض النظر عن المكان.
وأضاف، “كنت معارض فكرة التصوير كلها لأني ما بحب الأشياء المعتادة، إنه إذا خطبنا بنستأجر سيارة وبننزل على نص البلد حد جدران المدينة الفخمة يلي ما بتشبهنا”، لكن ريان استطاعت إقناعه بفكرتها بالتصوير في شاتيلا، بحيث تكون الصور “طبيعية وعفوية وتشبههما”.
.. “أخذ التصوير ثلاث ساعات ونصف، كان جو التصوير مضحك، وما فكرنا بالبؤس” ..
يتابع سميح، “نزلنا وبلشنا نفكر مع صديقنا عمر بمواضيع كل صورة، وأخذ التصوير تقريبًا 3 ساعات ونصف، كان جو التصوير مضحك، وما فكرنا بالبؤس حتى لما تصورنا حد جملة عابرون والدنيا ليست لنا، كنا بنضحك كيف عم نعبر بالمخيم والعرباية الخشب يلي جارر ريان عليها”.
وأضاف، “فكرنا نمرر البؤس يلي بالمخيم بطريقة جميلة نحبب الناس بالمخيم وفينا، ما كان القصد من الصور نبكيهم، أو نشفقهم علينا، لأن آخر همنا بالمخيم حدا يشفق علينا، لأنه عايشين وبنفرح رغم كل الأنظمة والحدود يلي عم بتحدنا وتحبسنا لنصير سجناء بمكان واحد”.
ويلخص سميح الفكرة كلها بأنهم أرادوا “إظهار الحياة الطبيعية في المخيم بطريقة جميلة”.
وبالفعل، من يتصفح 33 صورة نشرها الحبيبان على فيسبوك، يشاهد فيها حياة المخيم بكل تفاصيلها، من أزقة الشوارع، وفوضى أسلاك الكهرباء، وسيارات مضى عليها دهر من الزمن، وكبار سن يفترشون الأرصفة، وقنَّ حمام يفتح فسحة أمل شيدت فوق منازل من الطوب.
المخيم بالنسبة لسميح “كثير بسيط وجميل.. والمجتمع فيه متماسك لدرجة إنه عيلة وحدة، بيت واحد، مين ما شافك بالطريق بيسلم عليك بيوقف معاك بيدردش بيسألك عن صحتك وأهلك وناسك، وإحنا بنحبه رغم كل المشاكل يلي فيه”.
ويؤكد، أن مخيم شاتيلا لو كان في دولة “تحترم إنسانية” سكانه، لما فكر الشبان بالسفر الذي قد يؤدي بهم إلى الموت غرقًا في البحر.
المصدر: موقع الترا فلسطين.
الكاتب: الصحافي محمد غفري.
تصوير: عمر أحمد
مجموعة من الصور لريان وسميح: