فلسطين المحتلة
لا شك أن للتوعية الدور الأهم في ترسيخ حق العودة واستمرارالتمسك به عند الأجيال الفلسطينية المتعاقبة.
من هنا تبرز أهمية الحملات المختلفة بتسمياتها، والمتنوعة بنشاطاتها، والموحدة بهدفها المتمثل في التمسك بحق العودة.
“يوم عودتنا”.. حملة إلكترونية أطلقها مركز شاهد لحقوق المواطن والتنمية المجتمعية ومؤسسة قامات لتوثيق النضال الفلسطيني، ومنصة “من المخيم” في الضفة الغربية المحتلة إحياء لذكرى النكبة وتأكيداً على حق العودة.
حق العودة مطلب جمعي فلسطيني
في حديث مع “بوابة اللاجئين الفلسطينيين”، قال منسق الحملة، كايد ميعاري: إن الهدف الرئيس يكمن في إثراء المحتوى الإلكتروني حول ذكرى النكبة، من خلال رسائل مصورة لشخصيات وطنية وثقافية وفنية ومؤثرين شباب من مختلف أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، والتأكيد أن الأجيال الأربعة للنكبة لا تزال متمسكة بحق العودة.
كما أشار إلى أن الحملة تسعى إلى رسم صورة ذهنية لليوم الذي سيعود فيه الفلسطينيون إلى قراهم المهجرة وبلداتهم وأول الأشياء التي يعتزمون القيام لها.
كما أوضح أن الحملة مكونة من بُعدين: بُعد توعوي بأسماء القرى المهجرة عام 1948 وبعض المعلومات عنها، وبُعد آخر يتعلق بسؤال مستقبلي: ماذا ستفعل الأجيال الفلسطينية في بلداتها وقراها حين يتحقق حق العودة؟
وأكد ميعاري أن الحملة شملت جميع الفلسطينيين في مختلف أماكن وجودهم، سواء في الضفة الغربية وفي القدس وفي الداخل المحتل عام 1948 وفي غزة وفي مخيمات سوريا ولبنان وكذلك المغتربين في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
واعتبر ميعاري أن هذا يشكل دلالة على أن حق العودة مطلب جمعي فلسطيني يجمع الفلسطينيين في أماكن وجودهم المختلفة وأجيالهم المتفاوتة.
تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني
بدوره، ذكر أنس الأسطة، مؤسس ورئيس مؤسسة “قامات” لتوثيق النضال الفلسطيني، أن أهمية الحملة تكمن في تسليط الضوء على معاناة اللاجئ الفلسطيني في كل أماكن وجوده، خصوصاً في ظل “صفقة القرن” ومحاولة جعل اللاجئين خارج أي إطار تسوية.
وأشار لـ “بوابة اللاجئين الفلسطينيين” إلى أن الحملة تؤكد على حق العودة الفلسطيني وعلى عدم نسيانه مع مرور الزمن، باعتباره حقاً أصيلاً ولا يمكن التنازل عنه في عقلية الشعب الفلسطيني.
وأضاف: “هدف الحملة ترسيخ هذا الحق والوعي الكامل لكل الأجيال”.
وشدد الأسطة أن جميع اللاجئين الفلسطينيين بوصلتهم واحدة هي الأرض الفلسطينية التي لا يمكن التخلي عنها من الأجداد والآباء والأبناء.
لا تنازل عن العودة إلى فلسطين
مشاركات اللاجئين الفلسطينيين في الحملة أكدت على حق العودة وتبادلت الأفكار والأماني حول أول ما سيفعلونه لدى الوصول إلى فلسطين.
أكد المبعد إلى إيرلندا، رامي الكامل، أنه ينتظر اللحظة التي يعود فيها إلى فلسطين، مضيفاً “سوف أسجد وأقبّل أرض الوطن كما سجدت وقبلت أرضها لحظه الإبعاد عنها”.
من جهته، قال عبدالرحمن، من قرية البروة، واللاجئ في مخيم العائدين بحماة، إن “البروة هي أرضنا، وفلسطين هي أمنا، ولا بديل عن حق العودة”.
طارق سالم، اللاجئ الفلسطيني في مخيم البص بلبنان، والمهجر من قرية أم الفرج قضاء عكا، أشار إلى أن أول لما سيفعله عند العودة إلى فلسطين هو الصلاة في المسجد الأقصى.
أما فداء التركمان، المهجر من قرية المنسية، فشدد “رسالتنا إلى الاحتلال أننا ما زلنا محتفظين بمفتاح بيت جدي في قرية المنسية منذ 72 عاماً.. أقسم بالله العظيم لن أتنازل عن حق العودة مهما طال الزمن، وأقسم بالله العظيم، لن أقبل تعويضاً مالياً عن حق العودة مهما كان الثمن..”.
اللاجئ الفلسطيني من مدينة اللد، رائد الدبعي، أكد أن أول ما سيفعله عند العودة إليها هو زيارة بيت جده وتقبيل كل حجر فيه.