منذ أن إنطلق رائد الخطيب، من مخيم بلاطة للاجئين، في رحلته الكشفية الأولى عام 1991 وهو في العشرين من عمره، لم تغادره روح المغامرة والالتزام التي شكّلت بداية مسار طويل في خدمة المجتمع. التحق آنذاك بأولى مجموعات الكشافة في المخيم، مجموعة القسطل، قبل أن ينتقل إلى مجموعة ياسر عرفات، ليواصل مسارًا تطوعيًا ظل جزءًا من هويته الشخصية والمجتمعية.
وفي عام 2013، أسّس الخطيب برفقة عدد من قادة الحركة الكشفية مجموعة كشافة ومرشدات بافا، التي حظيت باحتضان ودعم متواصل من مركز يافا الثقافي؛ أحد أبرز المؤسسات التي تعمل على تمكين الشباب وتسليط الضوء على مواهب أبناء المخيم. هذا الدعم ساهم في تثبيت خطوات المجموعة وتوسيع حضورها، ما جعلها منصة لاكتشاف مهارات جديدة لدى الفتية والفتيات ومجالًا لتعزيز الانتماء والمسؤولية الاجتماعية.
يقول رائد لمنصة “من المخيم”: “إن الحركة الكشفية ليست مجرد نشاط، بل أسلوب حياة يمنح المنتسبين لها القوة والانضباط والإصرار على التقدّم نحو المستقبل. ويؤكد أن للكشافة دوراً خاصاً في مخيمات اللاجئين، إذ تعلّم الشباب الاعتماد على النفس وتعزّز لديهم روح المسؤولية والصمود”.
ويضيف أن رسالتها تتجاوز الأنشطة اليومية لتعبّر عن التمسك بالهوية والأمل، رغم التحديات، وفي مقدّمتها القيود التي يفرضها الاحتلال والتي من شأنها أن تمنع إقامة المخيمات الكشفية في الطبيعة وتنظيم الرحلات الجبلية التي تُعد جزءاً أساسياً من التجربة الكشفية.
لا يقتصر دور رائد الخطيب على النشاط الكشفي فقط، فهو ناشط مجتمعي يشارك في المبادرات ويطلقها، ويعمل على إبراز قصص المخيم واحتياجاته، مؤمناً بأن العمل التطوعي قادر على خلق أثر مستدام رغم محدودية الإمكانيات. كما شكّلت عائلته رافعة مهمة لمسيرته؛ احتضنت شغفه ودفعت به نحو الاستمرارية، مؤكدة أن الدعم الأسري قادر على تحويل الشغف إلى مشروع حياة.
بعد أكثر من ثلاثة عقود، ما زال رائد الخطيب واحداً من الوجوه التي يمكن أن تُقرأ من خلالها سيرة المخيم: روح المبادرة، والإصرار على الفعل، والإيمان بأن العمل الجماعي يصنع الفرق مهما اشتدت الظروف.


