أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بهدم 104 منازل وبنايات سكنية في مخيم طولكرم، في خطوة تصعيدية تهدف إلى توسيع سياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري. ووفقًا للإخطار، فقد أرفق جيش الاحتلال مخططات تظهر المنازل المستهدفة باللون الأحمر داخل المخيم، وأمهل السكان مدة 72 ساعة فقط للاعتراض، مع السماح لهم بالإخلاء، تمهيدًا للهدم.
وتُعد هذه الخطوة امتدادًا لعدوان مستمر تشهده المخيمات الفلسطينية، إذ تواصل قوات الاحتلال هجماتها العسكرية على مخيم طولكرم لليوم الـ155 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ142، في ظل تصعيد ممنهج لعمليات التدمير والتخريب التي أدت إلى نزوح قسري واسع للمواطنين، وتفاقم المعاناة اليومية في شتى مناحي الحياة.
وفي حديث لعضو اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم، جمال كليبي، لمنصة “من المخيم”، أكد أن عدد المنازل والبنايات المستهدفة بالهدم قد يتجاوز بكثير الرقم المعلن رسميًا، قائلاً: “أن الرقم اذا كان 104، ممكن أن يصل إلى نحو 250 منشأة سكنية، خاصة في ظل طبيعة الأبنية في المخيم، حيث تسكن عدة عائلات في كل طابق من بنايات متعددة الطوابق”. وأشار إلى أن عدد البيوت التي أُبلغ عنها في المرة الماضية لم يتعدَّ 58، إلا أن الهدم طال عددًا أكبر من ذلك بكثير.
وأضاف أن الاحتلال يعمل على فتح شوارع بعرض يتجاوز 40 مترًا داخل المخيم، وهو أمر غير مسبوق في بيئة مكتظة ومساحتها محدودة كمخيم اللاجئين، ما يكشف عن محاولة منهجية لهدم أكبر نسبة ممكنة من الأبنية وتشريد أكبر عدد من الأسر. وأوضح أن قوات الاحتلال تعتمد سياسة التنقل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث تقوم بهدم واسع في أحد المخيمين ثم تنتقل للآخر، في حلقة متكررة من التدمير والتهجير.
وفيما يتعلق بأوضاع النازحين، أكد أن المعاناة لم تبدأ مع الاجتياح الأخير فقط، بل إن كل اقتحام كان يترك دمارًا واسعًا في البنية التحتية من شبكات مياه وكهرباء وصرف صحي. وقال: “أكثر من 25 مرة أعدنا ترميم ما دمره الاحتلال قبل الاجتياح الأخير، لكنهم عادوا ودمروا كل شيء. الآن لا نعلم إن كنا سنجد نصف المخيم عند عودتنا إليه، فقط نأمل أن نستطيع إعادة شيء منه للحياة”.
وفي بيان صحفي صدر اليوم عن اللجنة الشعبية أكد رئيس اللجنة، فيصل سلامة، على “ضرورة وقف هذا العدوان والجريمة المتمثلة في عمليات الهدم والتدمير والتخريب، التي تسببت في نزوح قسري واسع لأبناء المخيمين، وفاقمت المعاناة اليومية للمواطنين، إلى جانب ما تفرضه قوات الاحتلال من حصار وإغلاقات ومداهمات واعتقالات، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وقوانين حقوق الإنسان والمواثيق والأعراف الدولية.”وأضاف: “إن استمرار هذا العدوان المنهجي يشكّل تهديدًا خطيرًا للحياة المدنية في المخيمات، ويكرّس واقع التهجير القسري، ويستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا لمحاسبة سلطات الاحتلال على جرائمها بحق المدنيين الفلسطينيين.”
