أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة ومخيم جنين، لليوم الـ92 على التوالي، عن استشهاد 39 مواطنًا، وإصابة العشرات، واعتقال المئات، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية والمنازل، ونزوح أكثر من 21 ألف مواطن من بيوتهم.
وتواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية العنيفة داخل المخيم ومحيطه، وسط تصعيد خطير شمل تجريف المنازل، وتحويل بعضها إلى نقاط عسكرية، في وقت تدفع فيه بتعزيزات إضافية من حاجز الجلمة نحو المدينة.
وبلغ عدد النازحين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة ومخيم جنين نحو 21 ألف نازح، موزعين على أنحاء المحافظة. وأوضح أن 6,000 نازح يتواجدون داخل مدينة جنين، و3,200 نازح في سكنات الجامعة العربية الأمريكية، فيما استقبلت بلدة برقين 4,181 نازحًا، فيما توزع الآلاف الآخرون على مناطق مختلفة من المحافظة.
وبدوره أعلن في وقت سابق محافظ جنين كمال أبو الرب عن تأمين مأوى مؤقت للنازحين، من خلال توفير كرافانات في أراضٍ قريبة من المخيمات في محافظتي جنين وطولكرم، ضمن خطة طوارئ لإيواء العائلات المتضررة.
تدمير ممنهج وعمليات تهجير واسعة
يشير رئيس بلدية جنين، محمد جرار، في تصريح صحفي، الى إن آليات الاحتلال تواصل تدمير منازل المواطنين داخل المخيم، مشيرًا إلى أن الإحصائيات الأولية تُظهر تدمير 600 وحدة سكنية بشكل كامل، إلى جانب منازل أخرى تعرضت لأضرار جزئية جعلتها غير صالحة للسكن.
وأوضح أن الطواقم الفنية التابعة للبلدية تواصل جهودها في محيط المخيم، خصوصًا في المنطقة الغربية، لإصلاح ما دمره الاحتلال من البنية التحتية، رغم المخاطر الأمنية الكبيرة.
وبدورها أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان عن بدء تجهيز منطقة واد برقين لاستقبال نازحين من المخيم، من خلال إنشاء 32 وحدة سكنية متنقلة (كرافانات)، تستوعب كل واحدة منها خمسة أفراد.
استمرار الاعتداءات وتصعيد ميداني
أغلق جيش الاحتلال الطريق الواصل بين مدينتي نابلس وجنين، ومدخل بلدة بزاريا، بحجة تنفيذ عملية إطلاق نار في المنطقة. واستهدفت الطواقم الصحفية أثناء تغطيتها للعدوان عند أحد مداخل المخيم، ووضعت جرافات الاحتلال سواتر ترابية في محيط مسجد طوالبة عند المدخل الشمالي للمخيم، وسط استمرار تحليق الطائرات المسيرة في سماء المدينة والمخيم، بالتزامن مع تدريبات عسكرية مكثفة في محيط حاجز الجلمة تشمل إطلاق نار حي من حين لآخر.
………………………………………………………………………
أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها، لليوم الـ86 على التوالي، عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، إلى جانب عشرات المصابين والمعتقلين، ودمار واسع شمل 396 منزلًا مدمّرًا كليًا، و2573 منزلًا تضرر جزئيًا في مخيمي طولكرم ونور شمس. كما تسبب العدوان في نزوح أكثر من 4000 عائلة من المخيمين، وتهجير مئات المواطنين من الحي الشمالي في المدينة، بالتزامن مع إغلاق مداخل وأزقة المخيمات بالسواتر الترابية والأسلاك الشائكة.
مخيم نور شمس: حصار وانفجارات وحرائق
ويعيش مخيم نور شمس في ظل حصار مشدد وعمليات تجريف واسعة للشوارع، إلى جانب مداهمة المنازل وتهجير قسري للأهالي، كان آخرها إخلاء عدد من العائلات من منازلها في منطقة جبل النصر شرق ضاحية ذنابة.
مخيم طولكرم: تدمير ممنهج وتهجير قسري
وفي مخيم طولكرم، واصلت قوات الاحتلال أعمال التجريف والتخريب للممتلكات والشوارع، وأغلقت مداخل المخيم بالكامل، بينما تحوّل إلى منطقة خالية من السكان بعد تهجير العائلات قسرًا، وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية.
كما استولت قوات الاحتلال على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي، بعد إجبار سكانها على الإخلاء، وتمركزت آلياتها العسكرية وجرافاتها في تلك المناطق، وأحدثت أضرار في البنية التحتية من خلال الدمار الشامل في الشوارع وشبكات المياه والصرف الصحي، إضافة إلى المحال التجارية التي تعرضت العديد منها للهدم والتخريب والنهب، وحرق وهدم جزئي وكلي لعشرات المركبات.