26 أكتوبر، 2025
نابلس - فلسطين
أبو أنس وزوجته.. من نزوح مخيم جنين إلى حياة تصنعها الإرادة
حياة

أبو أنس وزوجته.. من نزوح مخيم جنين إلى حياة تصنعها الإرادة

لم يكن أبو أنس وزوجته يتوقّعان أن تتغيّر حياتهما بهذه الصورة، حين اضطرّا إلى النزوح من مخيم جنين بعد الأحداث الأخيرة التي دفعت مئات العائلات إلى ترك بيوتها. في الأيام الأولى، كانت قساوة النزوح تحيط بهما من كل جانب؛ لا مأوى ثابت ولا استقرار، سوى الأمل بأن تمرّ العاصفة بسلام.

يستعيد أبو أنس تلك اللحظات قائلاً لمنصة من المخيم:

“أنا ما كنت أعرف إنه في نزوح، كنت أشتغل بالزراعة، ارجعت على البيت سمعت صوت الطيارات بتقصف بالمخيم، رديت ارجعت، تركت الدار زي ما هي، ولا عرفنا نوخد إشي، وهينا اليوم عايشين هون بالمنطقة الزراعية (الحمموت)، بنام هون وعايشين بين الحشرات”.

ورغم الظروف الصعبة، اختار الزوجان مواجهة الواقع بما توفر لديهما. فاستقرّا في منطقة زراعية قريبة من جنين، وبدآ معًا زراعة قطعة أرض صغيرة بالخضروات الموسمية مستخدمين أدوات بسيطة وإصرارًا كبيرًا. تحولت الأرض سريعًا إلى مصدر رزق متواضع، يمدّهما بما يكفي من القوت اليومي.

تقول أم أنس بصوتٍ يحمل مزيجًا من الحنين والصبر: “المخيم ما إله غنى، بس طول ما أنا وأبو أنس مع بعض، ما في شي صعب”.

وهكذا، لم تكن الحكاية مجرد نزوح، بل رحلة صمود في وجه الخسارة، إذ وجدا في الأرض وطنًا مؤقتًا وكرامة مستعادة. واليوم، بين الحقول التي تفوح منها رائحة التراب، يزرع أبو أنس وزوجته أملاً جديدًا بأن العودة قريبة.

https://www.facebook.com/reel/4218212101830330