وسط التحديات اليومية التي يعيشها في مخيم بلاطة للاجئين، لم يكن الفوز بالميدالية الذهبية مجرد إنجاز رياضي لـ نادر مشه، بل كان انتصارًا لروح الإصرار التي يحملها أبناء المخيمات، وقصة نجاح تتوشّح بعلم فلسطين في ميادين التحدي.
نادر لاعب المنتخب الفلسطيني للجودو خطف الأضواء في بطولة الجودو العربية التي أُقيمت في العاصمة الأردنية عمّان خلال الفترة من 6 إلى 10 نيسان،2025 بعد أن تُوّج بالميدالية الذهبية عن فئة وزن تحت 81 كغم، متفوقًا على نخبة من اللاعبين العرب
إنجاز يتجاوز الرياضة
ما فعله نادر لا يُقاس فقط بعدد المباريات التي فاز بها، بل برسالته التي وصلت لكل شاب فلسطيني يحلم بأن يحقق شيئًا رغم الظروف الصعبة.
في حديثه للإعلام عقب التتويج، أشار إلى أن هذه الذهبية تمثل بداية الطريق فقط، وأن حلمه الآن هو تمثيل فلسطين في البطولات الآسيوية والدولية والإفريقية، رافعًا العلم الفلسطيني في كل ساحة ممكنة.
يقول نادر في حديثة لمنصة”من المخيم”: “كنت ضمن فريق المدارس، ولما شافني المدرب أبو مرسال، حكالي إنو لعبة الجودو ممكن تفيدني كثير، ومن هون بلشت الرحلة.”
وأضاف: “شاركت في بطولات كثيرة، وسافرت مرات على حسابي الشخصي ومرات على حساب الاتحاد، بس الأهم بالنسبة إلي مش كيف سافرت، الأهم إنو اسم فلسطين يكون حاضر… ومستعدين نضحي عشان هالراية تضل مرفوعة.”
لم تكن الطريق سهلة؛ فبين ضيق المخيم، ونقص الإمكانيات، والتدريب في ظروف صعبة، واجه نادر كل شيء بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين. واليوم، يقف نادر كأحد أبرز لاعبي المنتخب الفلسطيني للجودو، يحمل حلمًا كبيرًا بالمشاركة في البطولات الآسيوية والدولية والإفريقية، ليمضي قدمًا في تحقيق إنجازات أكبر لوطنه ولمخيمه الذي لطالما حمله في قلبه.
ذهبيتي ليست لي فقط، بل لأهلي، وشارعي، ولمخيمي… أنا ابن بلاطة، هكذا عبّر نادر بعد فوزه، في رسالة صادقة تنقل حجم الفخر والانتماء الذي يحمله.
يُعرف مخيم بلاطة بكونه واحدًا من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وأكثرها اكتظاظًا، ومع ذلك، يُثبت شبابه دومًا أنهم قادرون على تحقيق الكثير رغم كل التحديات.
نادر مشه هو نموذج حي لهذا الواقع، ولشباب لا يؤمن بالمستحيل.