2 يونيو، 2025
نابلس - فلسطين
سبعة وسبعون عامًا… الذاكرة حيّة رغم مرور الزمن
قصة وسيرة

سبعة وسبعون عامًا… الذاكرة حيّة رغم مرور الزمن

في صبيحة يوم مختلف على مدينة نابلس ومخيماتها، يوم يعيد للذاكرة موعدًا لا يُنسى… ذكرى النكبة، ذلك الجرح المفتوح منذ 77 عامًا، والذي رغم مرور الزمن، لا يزال ينزف وجعًا، لكنه في الوقت ذاته ينبض بالحياة والإصرار.

في ساحة مدرسة أمين السعدي بين مخيمي عسكر القديم والجديد، اتسعت لآلاف القلوب، اجتمع كبار السن بأطفال لا يعرفون عن النكبة إلا من حكايات أجدادهم، ليقولوا للعالم: “نحن هنا، ولن ننسى.”عجوز يحمل مفتاح بيته المهجّر، وأطفال ترفع يافطات كُتب عليها “غزة وجع النكبة مستمر”، “فلسطين للفلسطينين لن نرحل” “كي لاننسى يافا” وغيرها الكثير … هي مشاهد تختصر حكاية شعب يعيش بين ماضٍ مسروق ومستقبل لا يزال يُصنع بالإصرار.

“كرنفال العودة”…

انطلقت الفعالية بـ”كرنفال العودة” من أمام مدرسة الصناعة، حيث ارتفعت الأعلام والرايات السوداء في موكب رمزي جسّد العودة كحق لا يُنسى، لا يُساوَم عليه، ولا يموت.

هتافات المشاركين لم تكن مجرد شعارات، بل كانت صرخات ذاكرة لا تزال تحيا في المخيمات، في الحكايات، في مفاتيح البيوت المعلّقة على الجدران.”النكبة مش ذكرى… النكبة وجع يومي”.

ميسّر الحفل، الصحفي حافظ أبو صبرا، شدد في كلمته الافتتاحية على أن الفعالية ليست فقط لإحياء الذكرى، بل لتجديد العهد بأن النكبة لن تُنسى، مضيفًا: “الوجود اليوم بين مخيمي عسكر، وهما من المخيمات الشاهدة على هذا الوجع وقضية اللجوء، هو رسالة واضحة بأن الرواية الفلسطينية لا تزال حيّة، وأن الجيل الجديد واعٍ ومصمّم على حمل الراية.”

وخلال الفعالية، ألقى المحافظ غسان دغلس كلمة مؤثرة قال فيها: “النكبة ليست ذكرى للتأمل فقط، بل حقيقة نعيشها، جرح لم يُخاط بعد، وحق لن نتنازل عنه. القرار 194 هو البوصلة، والعودة حق لا يسقط بالتقادم.

“كلمات دغلس كانت بمثابة صفعة في وجه من يحاولون طمس الرواية الفلسطينية، وشحنة أمل في قلب كل من يعتقد أن النكبة أصبحت صفحة من التاريخ.

رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عسكر القديم ماجد أبو كشك، أكد أن هذا الجيل هو الضمانة لاستمرار الرواية الفلسطينية، والتمسك بالحقوق رغم كل محاولات الطمس.

“تراث، أغانٍ.. من ذاكرة لا تموت امتزجت الدبكة الفلسطينية مع الأغاني الوطنية، ومع كل خطوة في الرقصة، كان الحضور يشعر أنهم يدبكون فوق رماد بيوت هُدمت، وأشجار زيتون اقتُلعت، وأحلام ما زالت تنتظر العودة.وقال مجموعة من الطلبة المشاركين: “نحن الجيل اللي لازم يكمل الطريق. ما عشْنا النكبة، بس سمعنا عنها بكل تفصيلة، وصارت مسؤوليتنا نحافظ على الذاكرة ونكمل المسيرة.”