أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسير نصر الله، على أهمية الدور الشعبي في حماية الرواية الوطنية ومواجهة المشروع الصهيوني المتجدد، مشيرًا إلى أن النكبة ما زالت مستمرة، ولكن بوجوه وأشكال جديدة.
جاء ذالك خلال ندوة نظمها مركز شاهد لحقوق المواطن والتنمية المجتمعية، ضمن مشروع منصة “من المخيم” بالتعاون مع مركز إعلام جامعة النجاح الوطنية، اليوم الأربعاء بعنوان: “الوعي والتغطية الإعلامية منذ نكبة عام 1948 إلى الآن”، وذلك في مركز إعلام الجامعة بحضور عدد من الصحفيين والباحثين والمهتمين.
وقال نصر الله في حديثه لمنصة “من المخيم”: “إسرائيل تحاول اليوم إنهاء قضية اللاجئين عبر استهداف الأونروا والمخيمات الفلسطينية، لكن هذه المحاولات ستفشل. فالملايين من اللاجئين الفلسطينيين ورثوا حق العودة عن آبائهم وأجدادهم، وسيواصلون حمل هذا الحق جيلاً بعد جيل. يجب إفشال المخطط الصهيوني القائم على التهجير والطرد من الوطن، ومواجهته بوحدة وطنية ومقاومة إعلامية وشعبية فاعلة.”
وأدارت بدورها الندوة عضو مجلس الإدارة في مركز شاهد، ياسمين شملاوي، مؤكدة في كلمتها الافتتاحية “أن ما يشهده الفلسطينيون اليوم من عدوان في مخيم جنين، طولكرم ونور شمس، ما هو إلا امتداد لنكبة لم تتوقف.
مشيرة إلى أن الإعلام مسؤول عن إبقاء الحقيقة حيّة، ودورنا كمؤسسات إعلامية وحقوقية هو توثيق الرواية الوطنية ومواجهة الرواية الإسرائيلية التي تحاول تقديم المحتل كضحية.”
وتحدث الصحفي عبد الرحيم قوصيني عن دور الإعلام في حفظ الذاكرة الفلسطينية قائلاً:”النكبة لم تكن حدثًا وانتهى، بل رواية مستمرة نحاول نقلها من جيل إلى جيل رغم كل محاولات الطمس والتشويه. الإعلام اليوم لم يعد رفاهية، بل هو سلاح وطني في وجه الاحتلال، نحن لا نتعامل مع قضايانا كمناسبات عابرة!” في كل ذكرى، نحيي الذاكرة، نعم، لكننا أبناء القضية… نعيشها كل يوم.
موضحاً أن اليوم زمن الحملة الإعلامية والرقمية، والتوثيق هو سلاحنا الأقوى، فرصد نتائج النكبة وتوثيق كل ما يتعلق بها هو واجب وطني لا ينتهي. مؤكداً أن فلسطين أصبحت أخطر مكان للصحافة في العالم.
أما مدقق المعلومات في مرصد كاشف، محمد فرحات، فقد سلط الضوء على الإعلام الرقمي ودوره في مكافحة التضليل، مؤكدًا: “منصات التواصل الاجتماعي منحتنا فرصة استثنائية لنقل الحقيقة، لكنها سيف ذو حدين. علينا أن ندقق، نتحقق، ونقاوم التضليل الإعلامي بنفس القوة التي نقاوم بها الاحتلال.”
وسلط المشاركون أيضاً الضوء على واقع الإعلام الفلسطيني خلال النكبة المستمرة، مستعرضين كيف وثّقت التغطيات الميدانية العدوان الأخير على شمال الضفة، واختُتمت الندوة بنقاش تفاعلي دعا إلى أهمية تشكيل جبهة إعلامية وطنية موحدة، وتعزيز أدوات التحقق والمهنية في مواجهة الاحتلال وأذرعه الرقمية.