2 يوليو، 2025
نابلس - فلسطين
منال لاجئة من مخيم عسكر القديم.. لم تكن مجرد أم… بل أماً مقاتلة
قصة وسيرة

منال لاجئة من مخيم عسكر القديم.. لم تكن مجرد أم… بل أماً مقاتلة

وسط الأزقة المتشابكة في مخيم عسكر القديم شرق مدينة نابلس، تختلط الحكايات بالصبر، وتُروى تفاصيل الحياة من عمق الألم، تعيش السيدة منال العدوي حكاية لا تُشبه إلا حكايات الأمهات في المخيمات، لكنها تتفرّد بقلبها الكبير، وطفلها علي الذي وُلد بقلب في منتصف الصدر، ، وبحالة صحية جعلت منها أكثر من أم، جعلت منها مقاتلة.

علي، طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعاني من عيب خلقي في القلب، إلى جانب تأخر زمني في النمو العقلي يعادل سنتين عن عمره الفعلي، إضافة لصعوبات في النطق. منذ ولادته، تحوّلت حياة منال إلى معركة يومية، لكنها لم تستسلم. بل جعلت من ألمها دافعًا، ومن مسؤوليتها رسالة.

“تقول منال لمنصة “من المخيم”: وديت ابني إلى جمعية “أبناؤنا في المخيم”، واشتغلوا عليه من حيث التطوير والتركيز. أنا كأم، كنت انطوائية وحزينة بسبب وضع ابني، لكني اشتغلت على نفسي وطورت من ذاتي عشان ابني. من خلالكم أناشد المؤسسات وجهات الاختصاص بمتابعة قضية شؤون لولدي، لأني لا أضمن عمري.

كانت منال تصطحب علي منذ صغره إلى جمعية ذوي الإحتياجات الخاصة في المخيم “أبناؤنا” فلم تكن تتلقى العلاج لابنها فحسب، بل كانت تنفتح على معاناة مشابهة لعدد من الأمهات اللواتي يُقمن في المخيم. كانت تشعر أن كل طفل في الجمعية هو جزء منها، وأن كل أم تشبهها في الحلم والتحدي.

بدأت رحلتها في خدمة المجتمع من داخل الجمعية نفسها، حيث طوّرت من قدراتها، وتطوّعت في المبادرات، حتى أصبحت اليوم أمينة السر في جمعية “أبناؤنا”، وناشطة فعالة في مؤسسات المخيم. تساهم في تخطيط البرامج، وتشارك في حملات الدعم والمناصرة، وترافق الأمهات في طرق العلاج والأمل.

قصتها ليست فقط عن أم تُناضل من أجل ابنها، بل عن امرأة تحوّلت إلى مصدر طاقة مجتمعية، تستمد قوتها من العمل والتطوع، وتحاول أن تصنع فرقًا حقيقيًا في بيئة مليئة بالتحديات، وفي مخيم يختزن فيه من المعاناة ما يكفي.