الكاتبة: ولاء أبوبكر – من المخيم
“ثمانية أيام لم نرَ النور في مخيمنا ” مخيم طولكرم”، ثمانية أيام والكثير منا تعطلت مشاغله منها محلات الحلاقة والمخابز”، المواطن أحمد نافع من مخيم طولكرم يتحدث عن معاناتهم من قطع الكهرباء.
ويضيف نافع ” هناك الكثير من الحالات الإنسانية التي تضررت من القطع المستمر للكهرباء، أعرف من بينها سيدة تعاني من فوبيا الأماكن المظلمة، والكثير غيرها ممن يعتمد على استخدام الأوكسجين لإنقاذ أرواحهم”.
ويؤكد نافع ” نحن لانحمل المسؤولية الكاملة للبلدية وشركة الكهرباء، لأننا نعرف أن الاحتلال هو المسبب الرئيس للكثير من المشاكل”.
سلامة: مخيم طولكرم مزوّد بواحد فاز ..
“منازل متراصة جنباً إلى جنب، لا منفس يأتيها ولا هواء يدخلها، أعداد كثيرة من الناس فيها، وقبور للأحياء لا يطيق أحد العيش فيها”، هكذا بدأ رئيس لجنة خدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة حديثه، واصفاً وضع المخيم بالمأساوي في ظل قطع الكهرباء المستمر وكذلك المياه، محملاً كل المسؤولية للاحتلال.
ويقول سلامة “هذه المشكلة ليست حديثة على محافظة طولكرم ككل والمخيم خاصة، فشيء طبيعي في وضع الأجواء الحارة أن تصبح هناك زيادة ضغط على الأحمال الكهربائية، وهذا يعود لموقع طولكرم وقربها من خط الساحل، ولكن نؤكد أن المسؤولية تقع على الاحتلال الذي يساهم في استمرار هذه المعاناة”.
ويضيف سلامة ” مخيم طولكرم يتم تزويده بخط كهرباء واحد فاز بخلاف باقي المناطق بالمحافظة والتي تزوّد بـ 3 فاز، حيث أن ذلك لا يكفي لأعداد المواطنين التي تقدر قرابة الـ 15 ألف نسمة”، مؤكداً أن معاناة أهالي المخيم لا تقتصر على قطع الكهرباء المستمر وإنما هناك قطع للمياه يستمر لعدة أيام، حيث أن الكثير من الأهالي بدأت بشراء كميات من المياه لعدم توفرها.
ويكمل سلامة حديثه ” عملنا على عقد اجتماع بين البلدية والحكم المحلي والجهات المسؤولة في المحافظة لحل هذه الأزمة، وتم التواصل مسبقاً مع الجانب الإسرائيلي لتزويدنا بمجموعة من الأمبيرات ولكنه لايزال يعرقل عملية شرائها وتزويدها للجهات المسؤولة”، مشيراً إلى أنه تم شراء 4 مولدات كهربائية بالأمس وسيتم توزيعها في نقاط مختلفة بالمحافظة”.
وطالب سلامة البلدية والجهات المسؤولة بمتابعة عملها والعمل على تغيير شبكة الكهرباء الخاصة بالمخيم، لأنه بحاجة إلى شبكة جديدة، مضيفاً، ” نحن مطالبنا بسيطة أن يوفّروا المياه والكهرباء لنا والالتزام تجاهنا بتوفير كافة الخدمات الأساسية التي يحتاجها أي نسان في العالم، خاصة بعد تخلي وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” عن التزاماتها تجاهنا التي كانت مسؤولة عنا في السابق، فهي الآن لا تقدم أي خدمات لنا”.
جهود حثيثة لحلّ الأزمة ..
بلدية طولكرم نشرت توضيحاً عبر صفحتها على الفيسبوك، بررت فيه قطع الكهرباء عن محافظة طولكرم على أنه استهلاك كبير للكهرباء ما تسبب برفع الأحمال الكهربائية بشكل كبير، وبعد عدة أيام نشرت أيضاً أنها بدأت بتركيب أربع مولدات بقدرة ( 500kva ) لكل مولد بتكلفة وصلت إلى ما يقارب مليون شيقل بتمويل من صندوق البلدية، على أن تبدأ بالعمل، للتخفيف من أزمة الكهرباء في المدينة والضواحي”.
أما رئيس ديوان رئيس الوزراء فيصل العطاري نشر على صفحته الفيسبوك ” أن الحكومة الفلسطينية تحل مشكلة الكهرباء في مخيم طولكرم، مؤكداً على أن التحضيرات يجب أن تبدأ من بعد العيد مباشرة مشيراً إلى “سلطة الطاقة والبلدية والحكم المحلي”، من أجل التسهيل على المواطنين وتشجيع الشركات الخاصة لإنتاج الطاقة النظيفة حتى تحل مشكلة الكهرباء كاملة في المحافظة وتكون نموذجية”.
عن المخيم ..
ويذكر أن مخيم طولكرم هو ثاني أكبر المخيمات في الضفة الغربية، تأسس عام 1950م، وتبلغ مساحته قرابة الـ168 دونم مربع وهي أراض مستأجرة من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، و ينتمي اللاجئون الأصليون فيه إلى القرى والمدن التابعة لمناطق حيفا ويافا وقيسارية وسيدنا علي.
المصادر: بلدية طولكرم ، فيصل العطاري ، بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تصوير: بهاء الجيتاوي