كتب العقيد لؤي ارزيقات الناطق الإعلامي باسم الشرطة مدير وحدة إعلام الشرطة.
مشهد صادم شاهدناه، وعلى الهواء مباشرة وعبر مقطع فيديو، لم نفهم المشاعر والأحاسيس التي تملكت من قام بتصويره دون تدخل فيه، أو أهدافه التي سعى لتحقيقها من نشره، والذي ظهر فيه مجموعة من الأشخاص يهاجمون شاباً بالعصي، وينقضّون عليه بالحجارة، يفترسونه ويضربونه على رأسه بالعصي حتى الموت في مشهد فجع الجميع بقدر فجاعته لذوي المغدور عندما تلقوا نبأ وفاته، مشهد صدم الجميع بفعل غير مسبوق، والذي انغمست في قلب من شاهده الغصة والحسرة والألم والوجع منه وما زاد الألم تصوير المشهد والسعي لنشره ونقله على الهواء بدون أدنى إحساس بهول الموقف وعدم التدخل لمنعه ودون أن يحرك أحد ساكناً، ودون تدخل من المصور ومن معه، ومن تواجد ودون طلب المساعدة لوقف هذه الجريمة النكراء .
مشهد لم يكن معهود في المجتمع الفلسطيني، بل مخالف لكل القيم والأخلاق وشرف الخصومة إن كان هناك خصومة، ومخالف لعادات وتقاليد هذا المجتمع الذي يتداعى شبابه وأطفاله ونسائه قبل رجاله لفض الشجار وحل الخلافات بين المواطنين ومنع الاعتداء على بعضهم البعض.
كيف لنا أن نقف مكتوفي الأيدي نسترق النظر، ونستمتع في تصوير جريمة قتل لشاب أمام جمع من الناس دون تدخل. لا مبرر لذلك ولا عذر لم تواجد في المكان …
لا مبرر لعدم التدخل وحماية شاب يتعرض للقتل بأبشع الطرق والأساليب.
سيسألكم الله عن صمتكم وعدم تدخلكم.
لا مبرر لتجعل التصوير والحصول على الفيديو تحقيقاً للسبق في نقل المشهد الدامي أكثر أهمية من حماية الأرواح والأجدر كان أن تترك هاتفك، وتبدأ بفض الاشتباك.
لا مبرر للخوف من التدخل في هذه الحادثة، رغم همجية مرتكبيها حتى وإن تعرضت للضرب أو الاعتداء فأجدادنا علمونا بأن” الحجّاز له ثلثي الضربة ” ولا يجازيه أحد.
أين الأخلاق التي تربينا عليها والتي ترفض العنف بأشكاله أين النشأة التي ننشئ عليها أبناءنا والتي تنطلق من ديننا الحنيف، وقرأننا الذي يقول “وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما “.
ما الذي غير فكرنا، وزرع في داخلنا هذه الثقافة الدخيلة، والتي أصبحت فيها اللقطة والمشهد وجمع الإعجابات والمتابعين أهم وأعظم من التدخل وحماية الأرواح، إنه الهاتف والسوشال ميديا والبحث عن الشهرة على حساب الدم.
مشهد صادم وغير مستوعب وغير مبرر أن يصمت كل من تواجد في المكان وكأن على رؤوسهم الطير لا يلتفتون يمنة أو يسره.