شهد مسرح مركز يافا الثقافي في مخيم بلاطة أسبوعًا مسرحيًا مميزًا، تخلله سلسلة عروض وتدريبات فنية لفرق مسرحية محلية، ضمن جهود المركز لتعزيز الثقافة والفن الفلسطيني، وإحياء القضايا الوطنية والإنسانية على خشبته.
وافتُتح الأسبوع بعرض مسرحي لفرقة “ضيّ” للفن المسرحي والشعبي، بالتعاون مع المنتدى التنويري، إحياءً للذكرى الثالثة والخمسين لاستشهاد الأديب الفلسطيني غسان كنفاني. واستعرض العرض مشاهد مقتبسة من أبرز أعمال كنفاني الأدبية، مثل “عائد إلى حيفا” و”رجال في الشمس”، في لوحة مسرحية استحضرت أسئلة الحاضر والذاكرة، حيث وقف أعضاء الفرقة أمام صورة كنفاني متسائلين: “ماذا لو كنت بيننا يا غسان؟ ماذا ستكتب عنّا نحن الأطفال؟” – في تأكيد على حضور أدبه في وجدان الأجيال المتعاقبة.
وأكد رئيس الهيئة الإدارية لمركز يافا الثقافي، تيسير نصرالله، أن مسرح المركز سيبقى مساحة مفتوحة لكل الفرق والمؤسسات الفنية لتقديم أعمالها، مشددًا على أهمية الشراكات الفنية والثقافية لدعم الفن الملتزم والقضايا الوطنية، وتعزيز حضور الثقافة الفلسطينية محليًا ودوليًا.
وفي سياق العروض الهادفة للتفريغ النفسي، قدّمت فرقة “مسرح عناد” من بيت جالا عرضًا بعنوان “أمول وزغلول”، من أداء الفنانين خالد المصو وإيميليا المصو، وذلك بالتعاون مع جمعية الشبان المسيحية، ضمن برنامج دعم الأطفال في المخيمات. وقد خُصّص العرض لأطفال مخيم بلاطة، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها نتيجة الاقتحامات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
كما استضاف مسرح يافا فرقة “مسرح نعم” من مدينة الخليل، التي قدّمت العرض التوعوي الكوميدي “أنيس” بالتعاون مع منظمة اليونيسف. ويهدف العرض، الموجه للأطفال واليافعين، إلى رفع الوعي حول مخلفات الحروب والأجسام المتفجرة، وطرق التعامل الآمن معها، بأسلوب فكاهي قدّمته شخصية “أنيس” عبر مسرح الدمى، وسط حضور واسع من المشاركين في المخيم الصيفي بمركز يافا وأطفال المنطقة الشرقية لمدينة نابلس.
وبالتوازي مع العروض المسرحية، تتواصل على خشبة المسرح تدريبات فرقة “عائدون” للفن الشعبي، بقيادة مرح عرفات، في مجال الدبكة الفلسطينية. كما تُجري فرقة مركز يافا المسرحية تدريبات مكثفة بقيادة الفنانين عدنان بوبلي وفارس الأسمر، استعدادًا لتقديم عروض جديدة داخل الوطن وخارجه.