16 سبتمبر، 2024
نابلس - فلسطين
مسرح “الحرية”… إبداع لا يخضع لشروط والطيف الآخر المقاوم
اخبار وتقارير

مسرح “الحرية”… إبداع لا يخضع لشروط والطيف الآخر المقاوم

إعداد: وصال الشيخ

الأغلبية شاهدت فيلم “أولاد آرنا”.. آرنا التي تصفّر بقوتها للسيارات الفلسطينية الذاهبة باتجاه حاجز للاحتلال تحثهم على إحداث ضجة للجنود وتحميلهم ذنوب الفلسطيني الذاهب من بيته أو العائد إليه. 

تأثرنا بأطفال المسرح الذين تحولوا إلى رموز أخرى لاحقة، شهداء أو قادة، وظلّت، ربما، حالة غير  محددة تجاه آرنا، مؤسسِة المسرح، وابنها جوليانو.

تحوّل المسرح بعد مرض آرنا واغتيال جوليانو خميس- ابن الناصري الفلسطيني الشيوعي صليبا خميس، إلى محلٍ مثير للجدل، وتصبّغ بـ مطبّع، محل للانحلال، مكان للاختلاط المنبوذ مجتمعياً، رغم دفاعه الحثيث عن شكله/ هويته في المقاومة.

كان الذهاب للمخيم واستماع رواية المسرح هي جزء من مشوار  منصة “من المخيم” للإلمام بالحالة التي يعيشها “مسرح الحرية” حالياً، والتعرّف على المكانة التي يحظى بها اليوم بعد 18 عاماً تقريبا على مجزرة مخيم جنين. 

التقينا في يوم حارّ مع مدير المسرح الحالي، الفلسطيني مصطفى شتا، وقد حظي بموقعه بعد إدارة السويدي جينف ستانزاك الذي خلف جوليانو في الإدارة.

هستوريا

في الانتفاضة الأولى، وعندما أغلق الاحتلال المدارس وغرّم المدارس التي تفتح أبوابها. اتجه الأهالي حينها لأنشطة غير منهجية، وتحديداً عام 1989 تأسس مسرح “الحجر” لأطفال المخيم الذين فقدوا جزءاً من حياتهم في الخارج إثر الإغلاقات ومنع التجوال، في هذا العام قدم المسرح أول مسرحية بعنوان “… الصغير”. 

انضم لهذا المسرح بعد أعوام من تأسيسه وظهروا في شريط جوليانو “أولاد آرنا” (2004) عندما قرر الأخير إعادة الاتصال بتلاميذه في المسرح مثل طه وسمير الزبيدي وزكريا زبيدي الذين شاهدناهم في شبابهم- لاحقاً في الفيلم- أي تحوّل اختاروه.

في اجتياج الـ 2002 تعرض المخيم ووسطه بالذات للهدم، وأحد الأماكن التي تعرضت للهدم وسط المخيم هو مركز تفاعل الأطفال مع مركز بيوت الطفولة الذي كان اسمه مسرح “الحجر” وتم التوقف عن النشاطات المقدمة للأطفال حينها.

بعد انتهاء الاجتياج؛ قرر جوليانو إنتاج فيلم عن “أولاد آرنا” وركز أساساً على نشاط آرنا في تأسيس بيوت الطفولة، وآرنا هي ناشطة يهودية، انخرطت في الحركة الصهيونية مع رحائب زئيفي، في لحظة ما قررت تغيير ذهنيتها، فانضمت للحزب الشيوعي وتزوجت فلسطينياًمن الناصرة يُدعى صليبا خميس.

انضمت آرنا لحركة إسناد الفلسطينيين وترجمت حضورها خلال عامي 1987 و1988 بالقدوم إلى جنين. عملياً أرّخ جوليانو في فيلمه لقضية أطفال قضوا طفولتهم في المسرح، ثم وعياً آخر وقرارات يتخذونها لاحقاً في فترة شبابهم في الالتزام بالمقاومة والانخراط في صفوف الدفاع عن المخيم. 

مثلاً نرى الشهيد يوسف سويطي الذي قرر الانتقام للشهيدة ريهام أبو وردة التي ارتقت في مدرسة “الإبراهيميات”، شعر سويطي أن قراراً بالنضال يجب أخذه لاسترداد حقوقهم كأطفال، فانضم للمقاومة. وغيره مثل أشرف أبو الهيجا وعلاء الصبّار. 

تاريخياً، تأسس المسرح كمكان تدريب أو توقف مخصص للانتداب البريطاني في حينه، خاصة أنه على بعد أمتار لا تزال محطة عثمانية جاثمة في نصف المخيم، كانت المحطة الأخيرة لوصول اللاجئين الذين انتشروا بالمكان.

لاحقاً تحول المكان إلى حاضنة لتوزيع مؤن وكالة الأونروا على أهالي المخيم. 

كل شيء في المخيم “نيسان”…

خلال جولتنا، كل شيء ينطلق زمانياً في “نيسان”، في نيسان تأسس المخيم، في نيسان افتتحت الروضة، في نيسان تأسس المسرح باسم “الحرية” في 2006، وتغير من مسرح “الحجر” إلى “الحرية”، متنقلاً بين الأداة “الحجر” إلى الغاية “الحرية”.


في عام 2006م تأسس المسرح على أساس سياسي. ركز على قضايا مثل الأزمة الفلسطينية في التحرر، وترميم الذات الفلسطينية، وعن الهوية الثقافية والجمعية للفلسطينيين. 

هذا العام، رفع شعار “المقاومة الثقافية”، يقول مصطفى شتا: “نحن نمتهن المقاومة الثقافية وموجودون كحركة نضال مكمّلة لأشكال النضال في المخيم. نحن لا ننكر المقاومة المسلحة، ونعتبر أنفسنا مكمل لفسيفساء المخيم”. 

مابين عام 2006-2011 أطلق المسرح في هذه الحقبة أعمالاً نقدوية هامّة تجاه السلطة والمجتمع بتكييف مسرحيات عالمية بارزة لهذا الواقع مثل “مزرعة الحيوان” للكاتب جوروج أورويل التي حاولت خلالها إدارة المسرح محاكاة السياق الفلسطيني المنقسم، وأدرمت فساد السلطة وعلاقتها بالإسرائيليين، وحكاية “أليس في بلاد العجائب”.

2011: موعد اغتيال جوليانو 

لأسباب مفهومة ضمنياً ومخفية في آن من قبل السلطة والاحتلال، تمّ اغتيال جوليانو في نيسان/ أبريل 2011 أمام المسرح. ظلّ اغتياله غامضاً حتى اللحظة ولم يُعرف بعد مغتاليه.

كل من صوّر مخيم جنين تعرض للملاحقة مثل الفنان الفلسطيني، محمد بكري، أو الاغتيال مثل جوليانو.

لم تصمت إدارة المسرح، وجّهت خطابات عديدة للرئيس وللسلطات الأمنية في محاولة للكشف عن الفاعلين، لكن في مشهد جرائمي اختفت منه كافة الأدلة تماماً، ذهبتالخطابات في مهبّ الريح. 

هل سيخطو المسرح بعد الاغتيال؟ قال شتا: “كانت الإجابة صعبة، لكن عائلة المسرح قررت المتابعة. ثم عرف المسرح حتى 2016 فترة ذهبية، بفضل الاغتيال. شريحة جديدة بدأت بالتعرف على المسرح عبر حادثة الاغتيال”. 

بعد اغتيال جوليانو، خلفه في إدارة المسرح شاب سويدي يدعي جينفين ستانزاكي. أنتج المسرح على عهده أعمالاً قوية ومؤثرة، يُذكر منها “الحصار ” الذي أدرم رواية حصار  كنيسة المهد وإبعاد محاصريها، كذلك مسرحية “مرّوح ع فلسطين”، و”رسالة انتحار من فلسطين”، حظيت بجولات عالمية وتغطيات إعلامية.  

وفتح المسرح هذه الفترة، نافذة للعالم يطلّ منها على القضية الفلسطينية بعد أن حققّ حضورا على خشبة المسارح في أمريكا والسويد وفرنسا والبرتغال وانكلترا. وانطلق مؤسسا لفروع أخذت اسم “أصدقاء المسرح” التي دعمت لاحقاً المسرح وموظفيه فترة جائحة كورونا. 

ومع الحالة الذهبية التي عاشها المسرح، لكنّ أسئلة وجدالات دارت في مناخ المسرح شقّ خلالها مصداقيته بصعوبة، هل الفلسطينيون ضد هذا الشكل من المسرح؟ هل المسرح محل انحلال أو تطبيع؟.

لقد أثبت المسرح جدارته، استحق اليوم أن يكون جزءاً من ذاكرة وهوية المخيم المقاومة. اللجنة الشعبية في المخيم بممثليها منحتهم هذا الاعتراف. شهد المسرح التفافاً وانفتاحاً من أهل المخيم ذاته. 

2016: أسست إدارة المسرح في نيسان/ أبريل 2016 مهرجان “المقاومة الثقافية المسرحي” الذي أسس منهجية مختلفة للمسرح. تولى حينها … إدارة المسرح. 

قال: “حاولت خلال إدارتي للمسرح ترجمة لهجتنا، وما وراء الكلمات بالنسبة لنا كفلسطينيين. أصبح لدي إدراك ما يريده  مجتمعنا من المسرح”. 

وخلال عامي 2018 و2019 حصل على الجائزة الأولى في مهرجان “فلسطين الوطني للمسرح” منافساً مسرح “الحكواتي” في القدس، ومسرح “المجد” في حيفا. 

عام الجائحة

في عام الجائحة 2020واجه مسرح جنين وضعاً مادياً معقداً، رغم ذلك “أنتجنا عملاً هامًا بعنوان “الفيل يا ملك الزمان” وعرضناه في أماكن مفتوحة رغم الإجراءات المشددّة وعدم موافقة الجهات الرسمية على العروض العامة. 

خسر المسرح خمسة من موظفيه من أصل تسعة، وواجهوا صعوبة في تمويل وزارة الثقافة لمسرحياته خلال هذه الفترة، ولم يتسنّى للإدارة الحصول على تمويل رسمي حتى اللحظة رغم اطلاع الوزارة على ظروفه الإنتاجية والعملية. 

قال: “لم نعتمد يوماً على السلطة أو الوزارة في التمويل، وخلال الجائحة توقعنا تعاوناً أفضل من طرف الوزارة، لكن صدمنا، تحدثنا مرات عديدة مع الوزير بشكل مباشر، ورغم أنها خصصت تمويلاً بأربعة آلاف دولار لمسرحية “الفيل يا ملك الزمان” التي أنجزناها خلال فترة كورونا، لكن لم نتوصل بالمستحقات حتى اللحظة، وكأن الثقافة أصبح موضوعاً ثانوياً خلال الجائحة”. 

وفي ظل هذه الظروف والقطيعة مع التمويل الأوروبي المشروط؛ يعتمد المسرح حالياً على تبرعات أصدقاء المسرح من أنحاء العالم في تمويل ذاته. 


رغم ذلك، أنتج المسرح عملاً بعنوان “كوفية صُنعت في الصين”، وهي تحديداً من إنتاج “مدرسة الحرية للفنون الأدائية” التابعة للمسرح وتأسست حديثاً بمنهاج مكثف من الدراما يمتد لثلاث سنوات، وينخرط فيها حالياً ثمانية طلاب شارف بعضهم على التخرج. 

ظلّ مقرّ هذه المدرسة الفريدة من صنفها بمدينة جنين. توفر مساحة للشباب الموهوبين في شمال البلاد، وتخصص لتعليم التمثيل والدراما. 

يُفترض بطلبتها احتراف التمثيل، ومن المهم أن يتخرجوا غير مشاركين في الأعمال المسرحية كممثلين فقط، بل سينوغرافيين ومخرجي أعمالهم. 

وتتيح المدرسة برنامج الشباب والطفولة، ويستهدف فئة 10- 15 عاماً. كذلك نادي النساء التمثيلي، وبرنامج “الملتميديا” الذي توقف خلال جائحة كورونا لانعدام التمويل ورفض إدارة المسرح للتمويل الأوروبي المشروط. 

التمويل المشروط… لا

في مظلة هذه التحديات، كان سؤالاً ملّحاً يشّق الطريق، كيف حافظ المسرح على رواية المخيم، والفعل الدرامي للرواية الفلسطينية، في وقت يحاصر المخيم بتحريض إسرائيلي وفلسطيني في آنٍ، الإسرائيلي (المخيم= إرهاب)، والفلسطيني (المخيم= زعران)؟! وفي ظل قلّة التمويل ورفضه؟

قال شتا: “نعتمد في كافة أعمالنا اليوم على مفهوم الرواية المحلية، الرواية الشخصية للناس هي أساس المسرح. المسرح وكأي مصدر بحثي لديه مصادر ثانوية ورئيسية،ونعتمد كليا كيف يرى الناس قصتهم مثل قصة الاجتياح أو قصة حصار كنيسة المهد”. 

“وهذه القصة مادة مثيرة للجدل سواء للممولين أو الداعمين. عندما نقدم مقترحات ونرفض قطعاً أن يتم وضع شروط سياسية على (البروبوزل)، أن يطلبوا مثلا إعطاء وصفلكتائب شهداء الأقصى باعتبارهم إرهابيين. أو عدم التعامل مع الأفراد الذي انخرطوا بالمقاومة يوماً ما”، مردفاً: “هذه الشروط مرفوضة. حافظنا طويلاً على خطّ واضح في إنتاجاتنا ولا نحاول التغيير. لقد أدركنا في لحظة أن خضوعنا لشروط سيخضعنا لأخرى”. 

لم يكن ذلك سهلاً على عدة مستويات، لقد تمت محاربة المسرح “إسرائيلياً” وفلسطينياً عندما اختار السياسة غير الناعمة أو  الإيجابية. عندما عرض الفريق “الحصار” في نيويورك، اعترض حينها آفي فيختر، في لجنة الأمن والخارجية في الكنيست، طالباً رئيس جامعة نيويورك إلغاء مسرحية “ميكب آب الإرهاب”، أجاب رئيس الجامعة بالمقابل رفضه على اعتبار الجامعة مساحة مفتوحة لعرض الفنون، حينها تعرّضت صفحة “الحرية” لهجوم إلكتروني مكثف وممنهج عبر “فيسبوك” من طرف “إسرائيليين”. 

وحتى داخلياً، واجه ضغوطات مجتمعية من قبيل بيانات شديدة اللهجة تنتقد المسرحيات أو المكان كمكان ينضم له ممثلون ووممثلات. قال شتا: “عندما قدمنا  مسرحية “مزرعة العائلة” خرج بيان مجهول الهوية يقول أن المسرح يمتهن كرامة الإنسان ويحول الممثلين إلى حيوانات. كما أننا مجموعة منحلة أخلاقياً، وهذا خطاب خطير  على مستقبل المسرح باعتبار كل شيء قابل للتأويل عند عرضه فوق الخشبة”. 

المسرح داخل المخيم… الدلالة

في نموذج مقاومة مسلحة مثل مخيم جنين التي تحوّل فيها أطفال المسرح إلى مشاريع شهداء أو قيادات، تحوّل المسرح إلى رافد آخر للمقاومة. قد نرى في هذا السياق المسارح التي تأسست في جنوب أفريقيا في عهد نظام الأبارتهايد أيضاً. 

المسرح بشكله الإبداعي، وجمهوره الشبابي، حاضر مثل طيف في هوية المخيم كمكان سياسي أولاً، لجأ للإبداع واللغة في توعية الشباب سياسياً ووطنياً، وفي استعراض القضية الفلسطينية أمام الأجانب. 

و”حاولنا عبر الشكل الإبداعي- الدراما تغيير الوعي وإدراك أهل المخيم نحو المسرح، كان النقاش يُطرح سابقاً، هل المسرح سيحرر فلسطين وقت الاجتياح؟ هذا الشكل التعبيري غير  مقبول عند كافة الناس، والمسرح ليس أولوية، لكننا نعمل على تقليص الفجوة بالعمل المباشر مع الجمهور على معالجة قضاياهم”. 

مسرح الحرية اليوم أيضاً هو جسر عبور بين الفلسطيني في الداخل المحتل والفلسطيني اللاجئ في المخيم أو الفلسطيني في مدينته. يلتئم شمل الفلسطيني في هذا المكان، إنه نقطة ثقافية يعيد فيها فلسطينيي الداخل بوصلتهم الوطنية من جديد. 

لقد تركنا المسرح ومديره شتا ينتظر حافلة كبيرة من فلسطيني الداخل المحتل، كانت فرحة الصغار والكبار لا تصدّق بوصولهم للمكان، مرتدين ثياباً تحمل شعارات فلسطينية وجغرافيا البلاد. 

قال: “ينضم للمسرح ممثلون من الناصرة وحيفا. نمدّ أيدينا قبل استقطباهم من الفوضى الإسرائيلية ليصبحوا جزءاً من المؤسسة الوطنية. نحاول خلق البديل عن ذهابهم للمسلسلات والأفلام الإسرائيلية”. 

وهناك دعوة سنوية لمهرجان “المقاومة الثقافية للمسرح” الذي ينظمه “الحرية” لاستقطاب الأعمال إلى خشبة مسرح المخيم. 

قصة أحدهم…

وجدناه حاضراً عندما زرنا المكان. شاب يتدرّج بالمسرح ومهاراته. انضم مؤمن السعدي (23 عاماً) لمدرسة مسرح “الحرية” منذ ثلاثة أعوام، اليوم هو على أبواب التخرج. عندما قابلته منصة “من المخيم” قال بأن رغبة داخلية في نقل الحالة الاجتماعية للمخيم نحو الخارج هي ما دفعته للانخراط في المدرسة، فضلاً عن قصص أصدقائه الشهداء والأسرى.


قال: “المدرسة نقلة نوعية نحو المقاومة الثقافية، أعبّر فيه بحرية، وهو  رسالة قوية للشعوب خارجاً للتعرف على حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال”. 

“قدمت قصصاً للشهيد حمزة أبو الهيجا، تحكي عن فترةاستشهادة ومطاردة السلطة له ثم تحولّه لمطارد من الإسرائيليين، تحدثت عن كيف الفلسطيني يقف ضد الفلسطيني، لم يسعفه بالناس بمكان للاختباء، وقد اختبرت هذا الإحساس لأنني لم أدرك حساسية الأمر وأهميته. كنت أقول بأنه قد تهور تلك الفترة، لكن اليوم أعي بأنه عاش ضغوطات وفي جوّ عائلي مليء بالشهداء والأسرى”. 

“في كل عمل مسرحي قدمته، أخذت جزءاً من حكايته وعرضتها، وهذا منحني الطاقة، إنني أعيش قصص أناس آخرين، وحوّلت حياتهم الصارمة مثل حكاية صديق معتقل إلى دراما وكوميديا قابلة للضحك والسخرية”. 

“مسرح الحرية منحني طاقة غريبة، لقد درست عند أستاذ اعتقل لأربع سنوات، نحن متفاهمات لأننا نملك التراكمات الداخلية ذاتها”. 

“غيّر المسرح شخصيتي وعواطفي، كنت حساسّا، لكن المسرح علمني القوة رغم قساوة الظروف وطرح ما أريده بثقة، منحني الأمل وعدم التوقف، وأساس قوتنا هنا بـ”الحرية” الناس من حولنا وحتى من ناضلوا في سبيل القضية”.


“تحدينا صعوبة الانضمام للمسرح كانت صورة نمطية سائدة وخاطئة أننا “نختلط مع الفتيات في المكان”، تدريجياً وبدعوة الأهل والأصدقاء بدأ المحيطون بي تغيير تفكيرهم، وساعد السوشال ميديا بذلك إيجاباً، بالطبع، نحو المسرح وما نقدمه من أعمال. أنا سعيد بهذا التغيّر”. 

“أطمح أن تكتمل طريق في المسرح، حالياً أقدّم للأطفال ورشاً، وأشعر بالإنجاز ونتائج هذا الأمر”. 

شارك السعدي في أعمال هامة “كوفية صنعت في الصين” سنة 2020، وكذلك “الفيل يا ملك الزمان” التي تتحدث عن جائحة كورونا وخوف الناس من الفايروس.