2 أبريل، 2025
نابلس - فلسطين
مخيم طولكرم… عندما يُصبح الركام طريقًا للأمل
قصة وسيرة

مخيم طولكرم… عندما يُصبح الركام طريقًا للأمل

تحت ستار ليل هادئ، أحكمت قوات الإحتلال الطوق على مخيم طولكرم. صوت الدبابات وأقدام الجنود لم يكن مألوفًا، لكنه لم يكن جديدًا أيضًا. كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل تقريبًا، عندما بدأت القوات بجمع سكان الحارة في مكان واحد، تركوهم هناك ينتظرون، لا يعلمون ما الذي سيحدث أو ما المصير الذي ينتظرهم.

استمر الانتظار حتى الثالثة صباحًا. حينها، اهتزت الأرض بصوت انفجار ضخم، فُجر منزلٌ وسط الحارة. تناثرت الحجارة والزجاج، وارتجفت المنازل المجاورة كأنها على وشك الانهيار.

بعد يومين فقط من ذلك الحدث، صدر أمرٌ جديد بهدم منزل آخر يعود لعائلة سليط. وكأن الأقدار لا تترك للمخيم فرصة لالتقاط أنفاسه. وفي عملية مداهمة جديدة، اجتاحت قوات الاحتلال المخيم مجددًا، وحاصرته لساعاتٍ طويلة. وعند الساعة الرابعة صباحًا، انفجر المنزل وتبعثر إلى شظايا وحجارة تسد الطريق.

لم يكن هذا الممر مجرد طريق عادي. كان شريانًا يربط بيوت المخيم ببعضها البعض، ممرًا يستخدمه الأطفال وهم يذهبون إلى مدارسهم، والمرضى وهم يبحثون عن العلاج. لكن الآن، صار ذلك الممر كتلة من الركام والحجارة.

روح المخيم تتحدى الركام
لم يقبل شباب المخيم أن يُترك هذا الطريق مغلقًا. وسط الأضرار والانهيار، ولدت مبادرة جديدة منهم. لم ينتظروا المساعدة من أحد، بل شرعوا في إزالة الركام بأيديهم [01:19]. كانوا يعملون بلا توقف، يحملون الحجارة قطعة قطعة، يبتسمون رغم الألم، يتحدون رغم القهر.

إنها ليست المرة الأولى التي تُهدم فيها بيوت المخيم، ولن تكون الأخيرة. لكن ما لا يستطيع الاحتلال هدمه هو ذلك الأمل المزروع في قلوب أهله. هؤلاء الشباب، الذين حوّلوا الركام إلى تحدٍ، هم رمز لصمودٍ لا ينكسر.

القصة هنا لا تنتهي بتفجير المنازل، بل تبدأ من جديد في كل مرة يعاد فيها بناء ما تهدم. وفي كل مرة يُفتح فيها ممر كان قد أُغلق.