يعاني سكان المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، من ظروف معيشية صعبة تشمل الاكتظاظ السكاني، ضعف البنية التحتية، ونقص الخدمات الأساسية، بما فيها الرعاية الصحية، من مخيم بلاطة، أكبر مخيمات الضفة الغربية من حيث الكثافة السكانية، تبرز التحديات الصحية بشكل خاص، حيث يواجه السكان نقصًا في الإمكانيات الطبية والخدمات الوقائية، إضافة إلى معاناة الشباب في المخيم بشكل خاص عندما يُصاب أحدهم برصاص الاحتلال، ويؤدي تأخير إسعاف المصاب ونقله إلى المستشفى، لاستشهاده بسبب عدم اللحاق به في الوقت المناسب. مما يجعل الحاجة إلى نظام صحي متكامل وقوي أمرًا ملحًا.
عماد زكي
عماد زكي رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم يقول: “كان هناك قرار بإنشاء مستشفى في المنطقة الشرقية بمدينة نابلس، وهو قرار صادر عن مجلس الوزراء الفلسطيني منذ 15 عامًا، بناءً على دراسة من منظمة الصحة العالمية تؤكد ضرورة وجود مستشفى هناك، نظرًا لأن جميع المستشفيات في مدينة نابلس تقع فقط في المنطقة الغربية”.
وأضاف: “تم وضع حجر الأساس، وتبرعت بلدية نابلس بقطعة الأرض، لكن للأسف تم تحويل الأموال المخصصة للمشروع إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية، في الأيام القادمة سيكون هناك حراك حول هذه القضية. وقد طالب زكي عبر منصة “من المخيم المسؤولين ووزارة الصحة والجهات المختصة بإيجاد متبرع لبناء المستشفى نظرًا للحاجة الملحّة إليه.
مريم عجوة، منسقة مشروع “الصحة للجميع” في مركز يافا الثقافي داخل المخيم، أشارت الى ان الوضع الصحي في المخيم سيئ جدًا، وأن الأهالي يلجأون للعيادة لكن بسبب الضغط والاكتظاظ، المريض لا يتلقى الرعاية التي من المفترض أن يحصل عليها بشكل كامل.
وقالت: أنا بعتبرهم مظلومين، خاصة في ظل وضعهم الاقتصادي الصعب، وما بقدروش يروحوا على طبيب اختصاصي خارج المخيم.
إحنا في مشروع “الصحة للجميع” بنهتم بـ150 مريض، بنتابعهم من خلال زيارات ميدانية وبنوفر علاجهم.”
يمثل النظام الصحي في مخيم بلاطة صورة مصغرة لتحديات الرعاية الصحية في المخيمات الفلسطينية. حيث يوجد في المخيم عيادة صحية واحدة تعمل على خدمة أكثر من 33,000 نسمة، وتعاني هذه العيادة من نقص في المعدات الطبية، الأدوية، والكوادر المتخصصة، ما يضع ضغطًا هائلًا على العاملين فيها. حيث تؤثر الظروف الصحية الصعبة بشكل مباشر على حياة اللاجئين في المخيمات. انتشار الأمراض المزمنة، عدم توفر العلاج المناسب، وغياب برامج الوقاية يؤدي أيضا الى زيادة الأعباء النفسية والاجتماعية على السكان، اضافة الى معاناة الشباب المضاعفة خلال اقتحامات الاحتلال، حيث تؤدي الإمكانيات المحدودة وصعوبة الوصول إلى المستشفيات إلى فقدان العديد من المصابي.
فايق مرشود، لاجئ من المخيم يقول: “مخيم بلاطة كل يوم تقريبًا بصير فيه اقتحام من الجيش، وإذا حدا انصاب، بيكون صعب جدًا إسعافه، وممكن يفقد حياته.
وضعنا صعب، غير كبار السن، ولما يصير الوقت متأخر بالليل الناس بتخاف تطلع من بيوتها.”
ويضيف اللاجئ يعقوب بهنجاوي: “الرعاية الصحية فيها تراجع كبير، وفي عجز من ناحية الأدوية.
أقل شيء إحنا محتاجين مستشفيين لتغطية احتياجات أهل المخيم.”
إن تحسين الرعاية الصحية في مخيم بلاطة والمخيمات الفلسطينية الأخرى ضرورة لتخفيف معاناة اللاجئين وتحقيق جزء من العدالة الاجتماعية التي يستحقونها.الأمر الذي يتطلب تحسين البنية التحتية، دعم العيادات المحلية، وتكاتف الجهود لتوفير نظام صحي متكامل.