20 أغسطس، 2025
نابلس - فلسطين
محمود داعس.. الحزم والرحمة في رجل أمن واحد
حياة

محمود داعس.. الحزم والرحمة في رجل أمن واحد

قرب مستشفى الوطني في نابلس، اعتاد المارة والسائقون أن يروا كل صباح شابًا بزي الشرطة، أصبحت ابتسامته الصباحية وحضوره النشيط جزءًا من مشهد المدينة، لا يلوّح بيديه فقط لتنظيم السير، بل يلوّح بروحه الكبيرة من أجل راحة الناس وسلامتهم. الشرطي محمود داعس “أبو يوسف”، من مخيم بلاطة للاجئين، يرى أن بعض المخالفات البسيطة لا تستحق العقاب الفوري، فيختار أن يوجّه السائقين بالنصح بدلًا من تحرير المخالفات، إيمانًا منه أن خدمة أبناء مدينته والحفاظ على أرواح الناس مسؤولية تُؤدى بالحسنى قبل القانون.

يقول محمود في حديثه لمنصة “من المخيم” “معنا تعليمات من القيادة أن نحد من المخالفات قدر الإمكان، وأن نعطي الناس الإرشادات أولًا. الحمد لله، شو بتزرع بتحصد، وأنا زرعت النصيحة والمعاملة الحسنة، ولقيت محبة الناس إلي”.

هذا النهج جعله في عيون الكثيرين نموذجًا لرجل الأمن الذي يوازن بين الحزم والرحمة، وبين الواجب الإنساني والمسؤولية المهنية.

هو مثال لرجل الأمن الذي يجمع بين الحزم والرحمة، وبين الواجب الإنساني والمهني. ليلاً ونهارًا، يواصل عمله للحفاظ على نظام وأمن مدينة نابلس، ليبقى في عيون أهلها أحد الوجوه المشرقة التي تستحق كل تقدير واحترام.

مدير شرطة نابلس، عيسى أبو علان، يؤكد في حديثه عن الشرطي محمود على أهمية الدور الذي يؤديه هو وزملاؤه في واحدة من أكثر المناطق ازدحامًا وحيوية في المدينة، وهي محيط المستشفى الوطني. ويقول:منطقة المستشفى نعتبرها منطقة حساسة وحيوية، لذلك نحرص دائمًا على وضع عناصر الشرطة القادرين على التعامل مع طبيعة المكان بكل مهنية عالية. محمود مثال على ذلك، لأنه يعرف كيف يحافظ على النظام وفي نفس الوقت يحترم الناس.

وبين إشارات المرور وتعليمات الشرطي “أبو يوسف”، الذي يخدم في شرطة محافظة نابلس منذ أكثر من 17 عامًا، ويقف لساعات طويلة تحت أشعة الشمس يوجّه المركبات ويخفف أزمات الطرق، يجد سكان نابلس أن الأمن يمكن أن يكون صورة إنسانية مشرقة، تُزرع بالابتسامة وتُحصد بالمحبة.