في الذكرى الـ107 لوعد بلفور المشؤوم، اجتمع في مخيم عسكر كبار وصغار ليشهدوا افتتاح المعرض الوطني “مأساة شعب”. هذا الحدث، الذي نظمته جمعية إسعاد الطفل الفلسطيني برعاية مؤسسة منيب وأنجلا المصري، حمل رسالة قوية تروي قصة نضال الشعب الفلسطيني الممتدة منذ أكثر من قرن، وتغرس الأمل في نفوس الأجيال الجديدة.
توثيق المأساة
المعرض يسلط الضوء على محطات محورية في القضية الفلسطينية، بدءًا من وعد بلفور الذي كان الشرارة الأولى لنكبة الفلسطينيين، مرورًا بقضايا الأسرى، واللاجئين، وحرب غزة، وصولًا إلى التحديات الراهنة في القدس. “هذا المعرض ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو وثيقة تاريخية تهدف إلى إبقاء قضيتنا حية في وجدان الأجيال الشابة”، يقول منسق المعرض إبراهيم حبوش.
رسائل من الماضي إلى المستقبل
رئيس جمعية إسعاد الطفل الفلسطيني، السيد محمد صيرفي، أكد أن “وعد بلفور هو الجذر الرئيسي للاحتلال الذي نعيشه اليوم”. بينما عبّر السيد منيب المصري عن أهمية مثل هذه المبادرات في توعية الأطفال بماضيهم وقضيتهم العادلة، قائلاً: “يجب أن يدرك أطفالنا أن هذا الوعد كان ولا يزال باطلًا، وأن الحق الفلسطيني في العودة إلى أرضه لا يسقط بالتقادم”.
أثر على الأجيال القادمة
الحضور الواسع الذي شمل شخصيات اعتبارية وممثلين عن مؤسسات فلسطينية، مثل الأستاذ قاسم عواد، وكيل الشؤون القانونية والمدنية في منظمة التحرير الفلسطينية، يعكس أهمية المعرض. “نحن بحاجة ماسة لمثل هذه الأنشطة التي تزرع في قلوب الأطفال حب الوطن والانتماء”، قال عواد.
الفعاليات
شمل المعرض لوحات فنية تخلّد مسيرة الشهيد الرمز ياسر عرفات، وصورًا ترفض وعد بلفور وتدعو إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية، بالإضافة إلى عرض تلفزيوني يوثق المعاناة الفلسطينية الممتدة. كما أتيح للحضور التوقيع على جدارية كبيرة تعبر عن رفضهم لهذا الوعد الباطل.
الحلم بالعودة
منيب المصري ختم بكلمات تمسّ القلب: “بحلول عام 2025، سيعود أهل المخيمات إلى أوطانهم. العالم كله شاهد معاناة الشعب الفلسطيني، ولن يستمر الظلم إلى الأبد”.
“مأساة شعب” ليس مجرد معرض، بل هو تذكير مستمر بأن الفلسطينيين لن ينسوا أرضهم أو حقوقهم، وأن الأمل بالعودة يظل حاضرًا في كل قلب ينبض بحب الوطن.