إعداد: ولاء أبوبكر
جداريات المخيم كل منها يحمل قصة في قلب كل لاجئ فلسطيني يعيش فيه، فهي تحمل قصة حق العودة للديار التي هجّر منها اللاجئين، والتمسك بالأرض، والاغتيالات والاقتحامات وأسماء الأسرى الذين يقبعون في سجون العتمة لدى الاحتلال الإسرائيلي، فهي ليست رسمة عابرة في طريق المارة من أهالي المخيم.
صاحبة فكرة منصة لاجئ نيوز، وابنة مخيم جنين جميلة عتيق تقول: ” أكثر ما يميز المخيم هو وجود الجداريات، فهي أحد الأدوات التي نوثق بها ذكرياتنا وحق عودتنا وأسماء قرانا التي هُجّرنا منها لتبقى راسخة أمام عيون أطفالنا للأبد”.
وتضيف عتيق: ” أطلقنا منصة لاجئ نيوز على تطبيق فيسبوك في منتصف شهر حزيران الماضي، والتي تضم خمسة أفراد من هيئة التحرير التي تستهدف القضايا المميزة داخل المخيم، فهي تسلط الضوء على قضايا لا يتناولها الإعلام”.
وتكمل عتيق “نركز على قضايا التراث الفلسطيني الذي تناقله أجدادنا من خلال تصوير العرس الفلسطيني بعاداته القديمة، والشعر وغيره الكثير من القضايا التي تثبت حقنا الأصيل بأرضنا وتراثنا وعودتنا”.
وعن الأنشطة التي تقوم بها المبادرة تقول عتيق: “تم اختيار دوار وسط مخيم جنين لنوثق ونرسم عليه جميع القرى التي هُجّر أهالي المخيم منها وهي 29 قرية فلسطينية، وكذلك سلطنا الضوء على شجرة الكينا المتواجد في داخل المخيم والتي عمرها أقدم من عمر الاحتلال، وكذلك عملنا على تخضير أزقة المخيم بالرغم من صُغر المساحة إلا أننا عملنا على استغلالها لنجعل هذا المكان مميز في عيون زائريه وسكانه”.
يذكر أن منصة لاجئ نيوز هي أحد أنشطة مبادرة نيوز التي يتم تنفيذها في مخيم جنين، وهي ضمن مشروع “بلا قيود” وبالشراكة أيضا مع برنامج تيسير حياة اللاجئين الفلسطينيين (PART) التابع لل GIZ، والمؤسسة الفلسطينيه للتمكين REFORM.
مؤسس مبادرة لاجئ نيوز محمد أبو الهيجاء يقول: ” تم إطلاق هذه المبادرة منذ عام، حيث أنها تستهدف مجموعة شبابية من مخيم جنين وخارجه بهدف عمل تشارك فيما بينهم، و لتغير الصورة النمطية عن المخيم واللاجئين”.
ويضيف أبو الهيجاء “نسلط الضوء في مبادرتنا على جميع النماذج الناجحة داخل المخيم، وقدمنا مجموعة من التدريبات لشبابنا للتفريغ عن همومهم والتركيز على قدراتهم وهواياتهم وإعطائهم الكثير من التدريبات الصحافية لكيفية التعامل مع قضيتهم، وأيضاً على العمل النسوي”.
ويشير أبو الهيجاء إلى أنه تم إطلاق العديد من المبادرات داخل المخيم منها (لأجلكم، كرّم معلمك، ألفة مجتمعية، وتميّز الشبابية)، وجميعها تستهدف لاستغلال قدرات الشباب بما يفيد مخيمهم.