22 نوفمبر، 2024
نابلس - فلسطين
في المخيم.. السياسية تخنقُ كل شيء
المدونة

في المخيم.. السياسية تخنقُ كل شيء


ثمانية أعوام مضت دون أن يتلقى “مركز شباب العروب الاجتماعي” رعاية من أحد، حتى بات في الدرجة الثالثة في الدوري الفلسطيني لكرة القدم للمرة الثانية، فالصعود هذه المرة سيكون أصعب، ويحتاج جهودا مضنية، سيما وأن النادي تُرك وحيدًا لسنوات، وما زاد من مشاكله غياب الهيئة الإدارية ، الأمر الذي يضع مصير النادي على المحك.


يفترض بهذا النادي الذي أسسته وكالة الغوث أن يظل مؤسسة طوعية غير ربحية يهتم بالشؤون الشبابية والثقافية والرياضية، وليكون متنفسًا للشباب، ويساعدهم على تخطي أوضاعهم الصعبة لكن الواقع اليوم يشير إلى ما هو عكس ذلك.


كان من المفترض أن تُشكل هيئة إدارية تشرف على وتتابع كاف ة أمور المركز، وأ ن تُنتخب مرة كل عامين، ولكن ومنذ ثماني سنوات ولمركز يخلو من أي هيئة إدارية! أي أنه مر عليه أربع دروات انتخابية لم يمارس خلالها أي نوع من الأنشطة.


ولسنوات طويلة اقتصرت أنشطة المركز على مباريات كرة القدم في دوري درجة الإنتظار “المناطق” ، وبجهد شخصي من المشرف الرياضي م. ج، الذي حمل على عاتقه إدارة المرك ز بدون أي عائد مادي أو رعاية خارجية، بعد أن تقدم بعشرات الطلبات للمؤسسات المعنية لترميم المركز، ودعم ورعاية الفريق، وتوفير متطلباتهم الأساسية ومستلزمات المشاركة في الدوري الفلسطيني.


ويقول المشرف م.ج إن المركز عانى خلال هذه السنوات من العزلة وعدم اهتمام المؤسسات الرسمية أو الفصائل الفلسطينية، وخلال هذه الفترة تناقص عن ه الدعم بوتيرة متسارعة ح تى أصبح شبه معدوم ، بنسبة لا تتجاوز ال 20 % بالمقارنة مع الدعم السابق التي كانت تحصل عليه الهيئات الإدارية السابقة.

مشيرًا إلى أن فصيل ما سعى خلال هذه السنوات إلى محاربة المركز بدعوى أن يحمل عقيدة سياسية مغايرة لعقيدته.


ومؤكدًا أنه بسبب العوائق المادية ترك عشرات اللاعبين الفريق، وجرى إعادة جزءا منهم بجهود شخصية من المشرفين على الفريق.

ونتيجة لهذا الإهمال، وتوقف عمليات الترميم صار المركز كأنه مرف قا مهجو را، أما ملعب كرة القدم الخاص بالمركز، فتحول إلى مكب نفايات ومجمعًا لإطارات السيارات المستعملة.


بؤس وضع المركز يعكس بؤس أوضاع المخيم بشكل عام؛ حيث جهات سياسية عديدة تتصارع فيما بينها، وتريد السيطرة على كل شيء، بما في ذلك المركز، وبسبب تضارب مصالحها، فإن العديد من المشاريع لم تستكمل..، كما فشل المركز بأ ن يكون متنفس اً لأهالي المخيم، الذين يعيشون ظروف ا نفسية مرهقة .
فإلى متى سيحرم هؤلاء من أبسط حقوقهم الاجتماعية؟

تجدر الاشارة الى أن هذه المقالات ضمن مسار تدري ي ب لطلبة الصحافة والاعلام من المخيمات الفلسطينية تواجههم ومجتمعاتهم لايصال اصواتهم ومشاركة آرائهم مع تهدف الى عكس احتياجاتهم والتحديات مختلف جهات صناعة السياسات العامة.

بقلم: مروان جوابرة