22 أغسطس، 2025
نابلس - فلسطين
عائلة حمودة… تحوّل المعاناة إلى إبداع من بيت متواضع
حياة

عائلة حمودة… تحوّل المعاناة إلى إبداع من بيت متواضع

في بيت قديم متهالك داخل أزقة مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، تعيش اللاجئة سهاد حمودة مع أبنائها السبعة، خمس فتيات وولدين. ورغم قسوة الظروف وضيق الحال، استطاعت العائلة أن تصنع من التحديات فرصة، وأن تحوّل الصعوبات اليومية إلى مساحة إبداع.. اتخذت العائلة قرارًا بالعمل المشترك لتحسين أوضاعها المادية، خاصة مع وجود ابنة في المنزل تخضع لغسيل كلى منتظم، ما يفرض أعباء مالية إضافية.

تقول سهاد حمودة: “ابنتي الصغرى ستلتحق بالثانوية العامة قريبًا، بينما تدرس اثنتان من بناتي في الجامعة حاليًا، لذلك حرصنا على أن نعمل ونعتمد على أنفسنا.”

ابنتها تبارك، الموهوبة في الرسم، وجدت في أقلام الرصاص المتوفرة بالبيت نافذة لتفريغ طاقتها الفنية. ورغم افتقارها للألوان والمواد الاحترافية، تحاول تطوير نفسها من خلال الدروس المجانية عبر “يوتيوب”، وتطمح إلى مواصلة تعليمها، أما سندس، التي تدرس تخصص التخدير في الجامعة، فقد لجأت إلى صناعة الأعمال اليدوية في المنزل لتأمين جزء من تكاليف دراستها، مصممة على إنهاء تعليمها رغم التحديات. وفي المقابل، سلكت ياسمين طريقًا آخر؛ إذ درست اللغة الإنجليزية، وتعلّمت صيانة الحاسوب والشبكات، قبل أن تتخصص في تصميم الجرافيك. بدأت بمعدات بسيطة داخل البيت، ثم تمكنت تدريجيًا من شراء أجهزة ساعدتها على تطوير إنتاجها، حتى أصبح  لديها مشروع منزلي صغير يكبر يومًا بعد يوم.

تقول ياسمين: “واجهت الكثير من التحديات في البداية، خاصة عندما كنت أستورد الآلات، فقد كانت تكلفتها عالية جدًا مقارنة بالإمكانات المتاحة، لكنني تمسّكت بالاستمرار على الاستمرار والبحث عن بدائل لأتمكّن من تطوير عملي وتحقيق حلمي”.

رغم قسوة الحياة وضيق المكان، ترى سهاد وبناتها في التكاتف الأسري سبيلًا للصمود، جاعلات من بيت المخيم المتواضع ورشة إبداع وأمل يتحدى التحديات