18 أغسطس، 2025
نابلس - فلسطين
سواعد شابة… مبادرة لتعزيز دور الشباب الفلسطيني في مواجهة الأزمات
قصة وسيرة

سواعد شابة… مبادرة لتعزيز دور الشباب الفلسطيني في مواجهة الأزمات

في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المخيمات الفلسطينية شمال الضفة الغربية، أطلقت جمعية إسعاد الطفل الفلسطيني في مخيم عسكر القديم، بالتزامن مع مركز يافا الثقافي في مخيم بلاطة، برنامج سواعد شابة، بهدف تعزيز دور الشباب في الاستجابة المجتمعية، ودعم قدراتهم في التعامل مع حالات الطوارئ والأزمات.

البرنامج ينفذ ضمن مشروع أوسع تقوده جمعية التغيير المستدام للتنمية بالتعاون مع الدفاع المدني الفلسطيني، ويشمل عشرة مواقع مختلفة في شمال الضفة، بمشاركة نحو 300 شاب وشابة من المخيمات والقرى والمدن.

شباب المخيم… في قلب المسؤولية

يقول مدير العلاقات العامة في جمعية إسعاد الطفل الفلسطيني، إبراهيم حبوش، إن الجمعية أطلقت البرنامج بالتعاون مع اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عسكر، إدراكًا لأهمية إشراك الشباب في العمل التطوعي والإنساني، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المخيمات الفلسطينية في المنطقة الشمالية، بمشاركة 30 شابًا وشابة في البرنامج، يخضعون لتدريبات مكثفة على مدار 10 أيام، تشمل مهارات الإسعاف الأولي، والإخلاء، وإدارة الأزمات، إلى جانب العمل الجماعي والقيادة المجتمعية.

“نحن نعاني من أزمات متكررة وظروف طارئة تمس حياة الناس في المخيمات، سواء على صعيد الكوارث الطبيعية أو الظروف الأمنية أو حتى الأزمات المجتمعية. لذلك أردنا أن نمنح الشباب الأدوات اللازمة ليكونوا خط الدفاع الأول لمجتمعهم”، يوضح حبوش

المخيمات… الأكثر هشاشة والأكثر حضورًا

من جانبه، يؤكد، منسق المشروع في مركز يافا الثقافي بمخيم بلاطة، محمد سروجي، أن المخيمات الفلسطينية هي من أكثر المناطق هشاشة في مواجهة الطوارئ، لكنها في الوقت ذاته تزخر بطاقات بشرية كبيرة يمكن أن تكون عنصر قوة، ويضيف “المشروع لا يقتصر على التدريب فحسب، بل يسعى لتعزيز ثقة الشباب بأنفسهم، وتطوير قدرتهم على المبادرة، ليكونوا قادرين على خدمة مجتمعهم بفاعلية. نحن نستهدف المدن والقرى والمخيمات، لكن الأولوية كانت دائمًا للمخيمات نظرًا لحجم الأزمات التي تعانيها”.

شراكة مجتمعية واسعة

يحمل المشروع في طياته بعدًا تشاركيًا، إذ يعتمد على شراكات محلية مع المؤسسات الأهلية واللجان الشعبية في المخيمات، إلى جانب التعاون المباشر مع الدفاع المدني، ما يمنح الشباب فرصة للتعلم العملي من ذوي الخبرة.

وبينما ينتهي البرنامج التدريبي بعد عشرة أيام، يأمل القائمون عليه أن يكون بمثابة خطوة أولى نحو عمل مجتمعي مستدام، يفتح المجال أمام الشباب لقيادة مبادرات جديدة في مجالات الإنقاذ والدعم النفسي والاجتماعي والعمل التطوعي.